كشف التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية عن سوق النفط، الصادر اليوم الخميس، بأن المعروض العالمي من النفط، قد يتجاوز الطلب بنحو 600 ألف برميل يوميًا هذا العام، وذلك بعد تخفيض توقعاتها لنمو الطلب لعام 2025.
وقالت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرًا إن هذا الفائض، قد يزيد بمقدار 400 ألف برميل يوميًا، إذا وسع تحالف “أوبك+” الإلغاء التدريجي لتخفيضات الإنتاج ولم يكبح زيادات الإنتاج عن الحصص المقررة.
مهمة في وجه أوبك+
وخلصت حسابات أجرتها وكالة “رويترز” استنادًا إلى بيانات الوكالة إلى أن التقرير، الذي أصدرته الوكالة عن سوق النفط في فبراير/ شباط الفائت، أشار إلى فائض أقل قليلًا، عند نحو 500 ألف برميل يوميًا.
وخفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب على النفط لعام 2025، بمقدار 70 ألف برميل يوميًا إلى حوالي مليون برميل يوميًا، مع مساهمة آسيا، وتحديدًا قطاع البتروكيماويات الصيني، في هذا النمو بشكل كبير.
وتراجع النفط قليلًا بعد نشر التقرير. وبلغ سعر العقود الآجلة لخام برنت 70.85 دولار ظهرًا، مقارنة بنحو 71.01 دولار عند نشر التقرير.
وتسلط هذه البيانات الضوء على المهمة التي تواجه مجموعة أوبك+، لتحقيق التوازن في سوق النفط هذا العام، إذ قد يؤثر تنامي التوتر التجاري العالمي على الطلب في ظل زيادة قوية في المعروض.
وقالت الوكالة: “الظروف على صعيد الاقتصاد الكلي، التي تدعم توقعاتنا للطلب على النفط، خلال الشهر الماضي، تدهورت مع تصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة وعدد من الدول”، وهو ما دفعها إلى مراجعة تقديراتها لنمو الطلب للربع الرابع من 2024، والربع الأول من العام الجاري بالخفض.
نمو المعروض في 2025
وفيما يتعلق بالمعروض، تتوقع الوكالة أن يتضاعف نمو المعروض العالمي في 2025 مقارنة بوتيرة نموه في 2024، ليصل إلى نحو 1.5 مليون برميل يوميًا، وذلك مع افتراض أن أوبك+ ستبقي على مستويات التخفيض، بعد الإلغاء التدريجي الذي تخطط له في أبريل /نيسان المقبل.
وأضافت أن أوبك قد لا تضيف فعليا سوى نحو 40 ألف برميل يوميًا من النفط إلى السوق بعد إلغاء السعودية والجزائر لتخفيضات الإنتاج في أبريل/ نيسان لأن استمرار وجود فائض في الإنتاج من أعضاء أخرين لا يترك مجالًا لزيادة الإنتاج.
وقالت: “في حين أن الزيادة الفعلية في المعروض الناتجة عن الإلغاء التدريجي لتخفيضات إنتاج أوبك+ في أبريل قد تكون في نهاية المطاف أقل من الزيادة البالغة 138 ألف برميل يوميًا التي تشير إليها الأرقام على الورق، فإن المعروض العالمي من النفط آخذ في الارتفاع بالفعل”.