بعد 66 عامًا وعلى عمق 200 متر داخل مغارة “كاف بوعشرة” بجبل العواقبة بولاية ميلة بالشمال الشرقي الجزائري، عثر على رفات مقاوم من الثورة الجزائرية وبجانبه بندقيته ومذكراته التي حفظت تفاصيل معركته الأخيرة عام 1959.
وخلال عملية الاستكشاف التي استمرت يومين، تم العثور على البندقية مع حزام ذخيرة، وشفرة حلاقة، وقطع نقدية من زمن الاستعمار، إضافة إلى مذكرات تحمل توقيع المقاوم “يعقوب مسعود”.
واحتوت المذكرات على أبيات شعر تتغنى بحب الجزائر، وتفاصيل عن هجوم الجيش الفرنسي على المنطقة عام 1959 وملاحظات بشأن ما حصل في المعركة، وما فعل العطش والجوع به وبرفاق السلاح.
عملية تنسيق مشتركة
وذكرت إذاعة “ميلة” المحلية، أن عملية البحث تمت بالتنسيق بين مصالح الدرك الوطني والقطاع العسكري، ونادي الاستغوار والرياضات الجبلية (قسنطينة-بجاية)، وعناصر الحماية المدنية.
وقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا مع اكتشاف رفات المقاوم الجزائري بعد أكثر من نصف قرن.
فكتب هنا نور الدين الميلي: “رحم الله تعالى جميع شهداء الثورة، وهذه الهبة تتبعها أخرى لاستخراج ما تبقى من رفات الشهداء وإكرامهم بدفنهم في روضات الشهداء وحفظ أسمائهم وسيرهم للتاريخ والذاكرة الوطنية”.
وقال فاتح بلعيد: “والله اللسان يعجز عن التعبير أمام هؤلاء الأبطال ولا أجد الكلمات التي أكتبها عن هذا الشهيد البطل وهو في مغارة وفي ضيق ولم ينس الجزائر الحبيبة وكتب عنها ولها ولأجلها”.
من جهته، قال لحسن ذيب: “رحم الله شهداءنا الأبرار. سبحان الله بأسلحة نارية بسيطة استطاعوا التغلب على فرنسا وجيشها القوي، وهذا دليل على قوة إيمانهم وإخلاصهم لله”.