كشف دان شابيرو، نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط سابقًا، كواليس الأحداث في وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، في اليوم الذي فجّرت فيه إسرائيل أجهزة “البيجر” الخاصّة بـ”حزب الله” اللبناني في 17 سبتمبر/ أيلول 2024.
وهذه هي المرة الأولى التي يُناقش فيها مسؤول أميركي كبير بالتفصيل الأحداث التي جرت خلف الكواليس في واشنطن والمتعلّقة بالعملية.
وروى شابيرو لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أنّ وزير الدفاع الأميركي آنذاك لويد أوستن تلقّى مكالمة عاجلة من وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك يوآف غالانت، أخبره فيها أنّ لدى إسرائيل عملية خاصة على وشك تنفيذها في لبنان.
وأشار إلى أنّ غالانت تحدّث بشكل غامض عن العملية ولم يوضح لأوستن ماهية تلك العملية أو كيفية عملها، لكنّه أراد إعلامه مسبقًا بالأمر.
وأضاف المسؤول الأميركي أنّ غالانت حجب كل التفاصيل عن أوستن للحفاظ على السرية المطلوبة في مثل هذه العملية الحسّاسة، لتنتشر بعد نحو نصف ساعة على المكالمة الهاتفية تقارير عن انفجارات غريبة حدثت في لبنان.
وقال شابيرو: “بعد انتهاء المكالمة، كنا لا نزال في حيرة من أمرنا بشأن ما وصفه غالانت بالعملية الخاصّة، لأنّه لم يُفصّل الأمر كثيرًا. لكن في أقلّ من 30 دقيقة، بدأت ترد التقارير الإعلامية بشأن انفجارات غامضة في لبنان”.
وأكد أنّ البنتاغون لم يحصل على “تفسير حقيقي لسبب اختيار إسرائيل لتلك اللحظة بالضبط لاستخدام هذه الوسيلة”.
وأضاف أنّ ما فهمه الأميركيون هو أنّ الإسرائيليين كانوا قلقين من أنّ “حزب الله” كان على وشك اكتشاف عملية تفخيخ أجهزة “البيجر”، وبالتالي لم يعد أمام الجيش الإسرائيلي سوى استخدامها أو خسارتها.
ووصف شابيرو العملية بـ”المفاجئة والمبتكرة وغير العادية، بل ومثيرة للإعجاب”، على حد تعبيره، مؤكدًا أن ذلك كان جزءًا من ردّ فعل كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية.
وفي السياق عينه، تناولت الصحيفة الخلاف بين غالانت ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب على لبنان بشأن إذا كان ينبغي فتح جبهة مع “حزب الله” في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أي بعد 4 أيام فقط على عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها كتائب “القسّام” في السابع من الشهر نفسه.
وأشارت إلى أنّه في الوقت الذي أكد فيه غالانت في حوارات صحفية لاحقة، أنّ رفض نتنياهو لشنّ حرب على “حزب الله” في 11 أكتوبر كان “فرصة ضائعة، وأنه كان بإمكان إسرائيل تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي والبيجر آنذاك وإلحاق أضرار كبيرة بحزب الله”، كان نتنياهو ورئيس الموساد ديفيد برنياع مقتنعين أنّ الظروف لم تكن مناسبة في ذلك الوقت.
وأدى تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي و”البيجر” إلى استشهاد وإصابة أكثر من 4000 مدني لبناني في غضون دقائق قليلة.
وتقدّم لبنان بشكوى إلى منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة ضد إسرائيل.