أعلنت بولندا ودول البلطيق الثلاث اليوم الثلاثاء، نيّتها الانسحاب من اتفاقية “أوتاوا” الدولية لحظر الألغام الأرضية المضادة للأفراد، بسبب التهديد المتزايد من روسيا لدول حلف شمال الأطلسي “الناتو” الواقعة في خطوط المواجهة الأمامية.
وقال وزراء دفاع بولندا وليتوانيا ولاتفيا وإستونيا في بيان مشترك اليوم الثلاثاء، إنّهم “يوصون بالإجماع بالانسحاب من اتفاقية أوتاوا”، وهي اتفاقية الحظر الدولي الشامل للألغام المضادة للأفراد والتي دخلت حيز التنفيذ عام 1999.
وعزت الدول الأربع قرارها بأنّ الوضع الأمني على طول الجناح الشرقي للحلف، “تدهور بشكل كبير” منذ انضمامها إلى اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، وأنّ “التهديدات العسكرية للدول الأعضاء في الناتو المتاخمة لروسيا وبيلاروسيا تزايدت بشكل كبير”.
وأضاف الوزراء في بيانهم: “باتخاذنا هذا القرار، نبعث برسالة واضحة بأنّ بلداننا مستعدة ويُمكنها استخدام كل الإجراءات اللازمة للدفاع عن أراضينا وحريتنا”.
ورغم نيّتهم الانسحاب من الاتفاقية، قالت الدول الأربع إنّها ستظلّ ملتزمة بالقانون الإنساني، بما يشمل حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.
وتُعد هذه الخطوة واحدة من أحدث علامات القلق بين دول “الناتو” المجاورة لروسيا بشأن كيفية الدفاع عن نفسها ضد جارتها الشرقية في أعقاب الحرب الروسية على أوكرانيا.
كما بدأت فنلندا مناقشة الانسحاب من الاتفاقية، حيث قال كبار البرلمانيين إنّ التصويت الإيجابي قد يأتي خلال عام 2025.
ما هي اتفاقية حظر الألغام الأرضية المضادة للأفراد؟
ومنذ السبعينيات، برز الاهتمام العالمي بقضية الألغام الأرضية بصورة واضحة، بسبب الآثار الإنسانية المروّعة لها، وجرى التركيز على أنّ الألغام الأرضية تُمثّل انتهاكًا لقواعد القانون الدولي الإنساني.
وتمّ التوقيع على اتفاقية أوتاوا عام 1997، ودخلت حيّز التنفيذ عام 1999.
ويبلغ عدد الدول الأطراف في اتفاقية أوتاوا 164 دولة، بينما لم تنضم البلدان الرئيسة الحائزة على هذه الألغام، وهي الولايات المتحدة والصين وروسيا وباكستان والهند.
وتقضي الاتفاقية بحظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل واستخدام وتسويق الألغام المضادة للأفراد وتدمير الألغام سواء أكانت مُخزّنة أم مزروعة في الأرض.
ولا تشمل الاتفاقية الألغام المضادة للمركبات والدبابات، أو الأجهزة المتفجّرة التي يتمّ التحكم فيها عن بعد.
وتُلزم معاهدة أوتاوا الدول بإزالة التهديد الذي تُمثّله الألغام المزروعة في الأرض، ومساعدة ضحايا الألغام، وتوعية السكان المدنيين بمخاطر الألغام المضادة للأفراد.
ووفقًا لإحصائيات الصليب الأحمر الدولي، يشهد العالم ألفي حادث متّصل بالألغام الأرضية شهريًا على مستوى العالم.
والعام الماضي، أوضح تقرير لمنظمة مراقبة الألغام الأرضية أنّ الألغام الأرضية استُخدمت بشكل نشط في عامي 2023 و2024، من قبل روسيا وميانمار وإيران وكوريا الشمالية.