استشهد ما لا يقل عن 24 فلسطينيًا، مساء الأربعاء، إثر قصف لجيش الاحتلال الإسرائيلي، استهدف بيت لاهيا شمال غزة.
وفي التفاصيل، فقد استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بيت عزاء لعائلة مبارك، في منطقة السلاطين ببيت لاهيا، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 24 شخصًا وجرح آخرين نقلوا إلى المستشفى الإندونيسي.
وكان 4 أشخاص بينهم طفل، استشهدوا بقصف الاحتلال خيمة بمدينة أصداء، شمال غرب خانيونس جنوب القطاع.
والأربعاء، حمّلت حركة حماس إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات التوغل البري في وسط قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان: “نحمل الاحتلال الصهيوني وقيادته الإرهابية المجرمة المسؤولية الكاملة عن تداعيات التوغّل البري وسط قطاع غزة (محور نتساريم)، والذي يُعَد خرقًا جديدًا وخطيرًا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن الجيش الإسرائيلي، البدء بعملية برية “محدودة ودقيقة” وسط قطاع غزة وجنوبه، ضمن الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق الفلسطينيين منذ أكثر من 16 شهرًا.
وأعلن متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، عبر تلغرام: “خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بدأت قوات جيش الدفاع عملية برية محددة ودقيقة بوسط قطاع غزة وجنوبه، بهدف توسيع منطقة التأمين وخلق منطقة عازلة بين شمال القطاع وجنوبه”.
وأضاف: “خلال العملية سيطرت القوات ووسعت سيطرتها المتجددة على وسط محور نتساريم” الفاصل بين شمال القطاع وجنوبه.
وأوضح بيان حركة حماس أن “تكرار التهديدات الإسرائيلية على لسان وزير الحرب بشأن تهجير الفلسطينيين، يكشف عمق الأزمة التي تعيشها حكومة بنيامين نتنياهو، لكنها لن تُضعف عزيمة شعبنا، ولن تؤثر على تمسّكه بأرضه وحقوقه الوطنية”.
والأربعاء، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الفلسطينيين في قطاع غزة بمزيد من الإبادة، معتبرًا أن “القادم أصعب بكثير”.
واشنطن: الفرصة “تتضاءل بسرعة”
وقال كاتس، في كلمة متلفزة بثتها وسائل إعلام عبرية بينها هيئة البث الرسمية: “سكان غزة، هذه آخر رسالة تحذير”.
وتابعت الحركة: “شعبنا الفلسطيني سيبقى صامدًا في أرضه، متشبثًا بحقوقه، وسيفشل كل محاولات التهجير القسري أو الطوعي، ونقولها بوضوح: لا هجرة إلا إلى القدس”.
وأكدت حماس تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار، داعية الوسطاء (مصر وقطر) إلى “تحمّل مسؤولياتهم في لجم هذه الخروقات والانتهاكات غير المسؤولة، وإلزام مجرم الحرب نتنياهو بالتراجع عنها، وتحميله المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات قد تنجم عنها”.
في غضون ذلك، لفتت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن هناك “خطة مؤقتة مطروحة لتمديد وقف إطلاق النار” في غزة، لكن الفرصة “تتضاءل بسرعة”.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميريكية إن الخطة “ستشمل أيضًا إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء، من بينهم الأميركي إيدان ألكسندر. كما ستتضمن إطلاق سراح عدد كبير من الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية”.
وأضاف: “الفرصة لا تزال قائمة، ولكنها تتضاءل بسرعة”.
على الصعيد الإنساني، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية مساء الأربعاء، أن قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة يواجهان “كارثة صحية”، جراء استمرار استهداف إسرائيل للمدنيين والمرافق الصحية وإغلاق المعابر، ودعت إلى “تحرك دولي عاجل” لإنقاذ المرضى والمصابين.
“انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في غزة”
وحذرت الوزارة، في بيان، من “الكارثة الصحية التي يشهدها قطاع غزة والضفة الغربية جراء العدوان الإسرائيلي المستمر، وإغلاق المعابر، وتشديد الحصار”.
وأضافت أن هذا الوضع أدى إلى “انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في غزة، ووضع المستشفيات والمراكز الطبية في الضفة الغربية تحت ضغط هائل، في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل ضد المدن والمخيمات الفلسطينية”.
و”في قطاع غزة، تعمل المستشفيات بأضعاف طاقتها الاستيعابية، وسط تدفق مستمر للجرحى والمصابين، وتعاني المنظومة الصحية نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل الأجهزة الطبية والمولدات”، وفق البيان.
وتابعت الوزارة أن الاستهداف المباشر للمرافق الصحية في غزة أدى إلى “خروج أكثر من 80 بالمئة من المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة، بينما تعاني المرافق القليلة المتبقية من اكتظاظ شديد، ونقص حاد في الطواقم الطبية، واستحالة إجراء العمليات الجراحية العاجلة، بسبب فقدان التخدير والمستلزمات الأساسية”.