ادعى الجيش الإسرائيلي اليوم الجمعة أنه قضى على القيادي في حركة حماس، أسامة الطبش، الذي قال إنه كان يشغل منصب قائد الاستخبارات العسكرية في جنوب غزة، بينما يواصل شن عدوانه على القطاع المحاصر.
وسبق أن زعم الجيش الإسرائيلي خلال حرب الإبادة الحالية على غزة اغتيال قيادات عسكرية في حماس، قبل أن تظهر تلك القيادات للعلن، ويقر الجيش بخطأ تقديره عندما أعلن القضاء عليها.
ومنذ فجر الثلاثاء الماضي، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها الجماعية في غزة بشن غارات جوية عنيفة على نطاق واسع استهدفت المدنيين، ما أسفر حتى مساء الخميس عن 591 شهيدًا و1042 مصابًا، 70% منهم من الأطفال والنساء والمسنين، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
الاحتلال يزعم اغتيال أسامة الطبش
وفي التفاصيل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، إنه نفذ بالاشتراك مع جهاز الأمن العام “الشاباك”، الخميس، “عملية أسفرت عن تصفية رئيس الاستخبارات العسكرية في جنوب غزة أسامة الطبش”.
وأضاف: “كان الطبش أيضًا قائد وحدة الاستطلاع والرصد في حماس”. وادعى الجيش أن المستهدف “شغل سابقًا منصب قائد كتيبة في لواء خانيونس”.
وكان مراسل التلفزيون العربي أحمد البطة أفاد أمس الخميس نقلًا عن مصادر عائلية باستشهاد القائد في كتائب القسام أسامة الطبش المعروف بـ”أبو علي”.
وأضاف مراسلنا أن الطبش هو أحد قادة كتائب القسام في مدينة خانيونس، ويعرف عنه بأنه قائد شعبي وتاريخي ويقود بعض الملفات الحساسة في الكتائب.
الاحتلال يعلن اعتراض صاروخين أطلقا نحو عسقلان
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة، أن سلاح الجو التابع له اعترض صاروخين أطلقا من شمال غزة نحو مدينة عسقلان المحاذية للقطاع، جنوبًا.
ولفت في بيان إلى “اعتراض صاروخين أُطلقا من شمال قطاع غزة باتجاه مدينة عسقلان، عقب تفعيل صفارات الإنذار في المنطقة”.
الاحتلال يعلن اعتراض صاروخين أطلقا نحو عسقلان – كتائب القسام
وفي وقت لاحق، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، عبر قناتها في تلغرام، “قصف عسقلان برشقة صاروخية”.
وقالت كتائب القسام: “قصف عسقلان برشقة صاروخية ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين” بغزة.
يأتي هذا التطور غداة إعلان “كتائب القسام”، الخميس، قصف مدينة تل أبيب برشقة صاروخية، ردًا على مجازر إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة.
العدوان الإسرائيلي على غزة
وعلى صعيد العدوان الإسرائيلي، شن الطيران الحربي الإسرائيلي، بعد عصر الجمعة، غارات على 3 منازل في غزة خلفت إحداها عدة إصابات بينها واحدة خطيرة شمال القطاع.
وأفادت وكالة “الأناضول” نقلًا عن شهود عيان، أن مقاتلات إسرائيلية شنت غارة عنيفة على منزل مخلى من السكان قرب مستشفى اليمن السعيد وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مخلفة عددًا من الإصابات بين المارة في المكان.
وفي سياق متصل، أطلق الجيش الإسرائيلي، مساء الجمعة، وابلاً من قذائف المدفعية باتجاه المناطق الغربية لشمالي قطاع غزة.
كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها الجماعية بغزة بشن غارات جوية عنيفة – غيتي
وأفاد شهود عيان أن مناطق غرب بيت لاهيا، والسودانية، والكرامة شمالي القطاع، شهدت سقوط عدد من قذائف المدفعية الإسرائيلية.
وفي وقت سابق الجمعة، وجه الجيش الإسرائيلي، إنذارًا “أخيرًا” للفلسطينيين في مناطق السلاطين والكرامة والعودة شمالي القطاع، وطالبهم بالانتقال إلى الجنوب “فورًا”.
وقال في بيان على حساب متحدثه أفيخاي أدرعي: “إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في المنطقة المحددة في منطقة السلاطين والكرامة والعودة، هذا إنذار مسبق وأخير قبل الغارة”.
وأضاف: “لقد حذرنا هذه المنطقة مرات عديدة. من أجل سلامتكم عليكم الانتقال بشكل فوري جنوبًا”.
ومنذ صباح الجمعة، تشهد عدة مناطق في بيت لاهيا وشمالي القطاع، قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا بين الحين والآخر، أدى لإصابة عدد من الفلسطينيين.
ويأتي ذلك في ظل عملية برية أعلن الجيش الإسرائيلي بدأها في المناطق الغربية لبلدة بيت لاهيا أقصى الشمال الغربي لقطاع غزة.
حماس تحذر من “الحرب النفسية”
بدورها، دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الإعلاميين والنشطاء، والشعب الفلسطيني في الوطن والشتات، لمواجهة حملات التضليل والانخراط في أوسع جهد إعلامي نُصرة للفلسطينيين والمقاومة.
وأكدت حماس في بيان أن الاحتلال يُمعن في القتل والتدمير والحصار والتجويع، موضحة أنه يشنّ بالتوازي حربًا إعلامية ونفسية تستهدف كسر إرادة الفلسطينيين.
وأشارت الحركة إلى أن الاحتلال يسعى لبثّ الشائعات، وترويج الأكاذيب، وتوزيع المنشورات المضلِّلة، ليستهدف أصواتًا تدافع عنه وعن خيار المقاومة، مستخدمًا في ذلك كل أدواته الإعلامية وأذرعه ومنصاته الدعائية.
وأوضحت أن هذه الحملات تتقاطع في مضامينها مع بعض الخطابات والحملات الصادرة عن جهات تتساوق مع الاحتلال، وتهاجم خيار المقاومة، الأمر الذي يخدم أهدافَ الاحتلال.
وأردفت حماس أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا، متمسكًا بحقوقه الوطنية، مشددة أن هذه الحملات التحريضية، لن تفلح في زعزعة عزيمة الشعب الفلسطيني.
وتعد هجمات الثلاثاء أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة، ودخل حيذ التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق التي استمرت 42 يومًا، لتعاود إسرائيل إغلاق المعابر بوجه المساعدات الإنسانية، بعد السماح بإدخال كمية محدودة منها خلال فترة وقف إطلاق النار.
وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.