قُتل 4 أشخاص على الأقل وأصيب 19 في مدينة دنيبرو بشرق أوكرانيا جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة ألحق أضرارًا بمبان، وأدى إلى اندلاع حرائق، وفق ما أفاد مسؤولون.
وكثفت روسيا وأوكرانيا هجماتهما الجوية المتبادلة رغم الجهود الدبلوماسية التي يبذلها الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين.
وفي وقت متأخر الجمعة، أعلن سيرغي ليساك حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك في منشور على تليغرام، أن روسيا أرسلت “أكثر من 24 طائرة مسيرة” إلى دنيبرو.
مقتل 4 أشخاص على الأقل في أوكرانيا
وقال سيرغي: إن “الهجوم تسبب بمقتل أربعة أشخاص”، قبل أن يصدر تحديثًا في الساعات الأولى من صباح السبت يفيد بارتفاع عدد الجرحى إلى 19.
وأضاف: “تضررت مبانٍ عدة شاهقة في دنيبرو في هجوم مسائي بالطائرات المسيرة. اندلعت حرائق في نحو 12 منزلًا خاصًا، وامتدت النيران إلى مرائب ومحطات وقود”، مشيرًا إلى أن “رجال الإنقاذ تمكنوا من احتواء حريق في فندق ومطعم”.
وأظهرت صور ومقاطع مصورة منشورة على الإنترنت ألسنة اللهب وأعمدة كبيرة من الدخان تتصاعد في سماء المدينة.
كما أظهرت مشاهد أخرى مبنى محطم من الداخل، وطوابق علوية متضررة بشدة في مبنى سكني شاهق وشوارع تناثر فيها الزجاج المحطم ومواد البناء.
هجوم روسي على مدينة دنيبرو بشرق أوكرانيا – غيتي
وبدأت روسيا هجومًا على جارتها في فبراير/ شباط 2022، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الجانبين.
ومنذ عودته إلى منصبه في يناير/ كانون الثاني، سعى الرئيس الأميركي إلى بذل جهود دبلوماسية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وفي وقت سابق الجمعة، اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنشاء “إدارة انتقالية” برعاية الأمم المتحدة في أوكرانيا ورحيل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل إجراء مفاوضات بشأن اتفاق سلام بين البلدين.
في المقابل، رفض زيلينسكي دعوة بوتين، معتبرًا أن الرئيس الروسي يسعى إلى إطالة أمد الحرب.
مطالبة أممية بإنهاء “المعاناة المروعة” في أوكرانيا
من جهته، دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة الجمعة إلى إنهاء “المعاناة المروعة” التي تتسبب بها الهجمات على المدنيين في أوكرانيا.
وقال فولكر تورك لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: “شهدت الأسابيع الأخيرة نشاطًا مكثفًا حول إمكانية التوصل لوقف لإطلاق النار في أوكرانيا، وهو أمر سيكون موضع ترحيب كبير”.
وأضاف أن “وقف إطلاق النار المحدود الذي يحمي ممرات الشحن والبنى التحتية خطوة مرحب بها إلى الأمام. الأمر الأكثر إلحاحًا الآن هو إنهاء المعاناة المروعة التي تتعرض لها أوكرانيا يوميًا”.
وقال تورك: “ومع ذلك، وبالتوازي مع هذه المحادثات، يشتد القتال في أوكرانيا ويقتل ويصيب المزيد من المدنيين”.
وأضاف: “بينما تستمر الحرب في الاشتعال، أدعو مجددًا إلى وقف الهجمات على المدنيين واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان. يجب اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين”.
وأشار تورك إلى أن الغالبية العظمى من الضحايا المدنيين هم من الأوكرانيين الذين قُتلوا وجُرحوا على يد القوات الروسية.
وقال تورك: “أشعر بالقلق إزاء تزايد استخدام الطائرات المسيرة القتالية قصيرة المدى من قبل طرفي النزاع. هذه الأجهزة الجديدة قتلت وأصابت مدنيين بما يفوق أي سلاح آخر منذ ديسمبر/ كانون الأول”.
وشدد على أن “السلام (…) هو الآن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى”، مضيفًا: “هذا يعني عودة جميع أسرى الحرب والإفراج عن المدنيين المعتقلين تعسفيًا (…) بمن فيهم أولئك المعارضين للحرب في روسيا (…) وعودة الأطفال الذين نقلهم الاتحاد الروسي”.
وأكد تورك أن الشعب الأوكراني بحاجة إلى أن يكون “في صميم جميع النقاشات حول السلام”.