تعهدت وزارة التجارة الصينية اليوم الثلاثاء، بمحاربة الرسوم الجمركية الأميركية “حتى النهاية”، في رد على تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جديدة بنسبة 50% على واردات ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وأدت قرارات ترمب بفرض رسوم جمركية شاملة إلى زعزعة الاقتصاد العالمي، كما أثارت مخاوف من حدوث ركود دولي.
وكشفت بكين، المنافس الاقتصادي الرئيسي لواشنطن، عن قرار بفرض رسوم جمركية مضادة بنسبة 34% على السلع الأميركية من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ الخميس.
الصين تتعهد محاربة الرسوم الجمركية الأميركية
وقال متحدث باسم الوزارة “إن تهديد الولايات المتحدة بزيادة الرسوم الجمركية على الصين خطأ مضاعف يكشف مجددًا عن طبيعة الابتزاز لدى الولايات المتحدة”.
وأضاف: “لن تقبل الصين هذا أبدًا. وإذا أصرت الولايات المتحدة على انتهاج طريقها الخاص، فستحاربه الصين حتى النهاية”.
وأردف: “إذا صعّدت الولايات المتحدة من إجراءاتها الجمركية، فإن الصين ستتخذ إجراءات مضادة صارمة لحماية حقوقها ومصالحها”.
لكن وزارة التجارة الصينية حضت أيضًا الولايات المتحدة على الانخراط في “حوار متكافئ” لإيجاد حل للحرب التجارية المتفاقمة، مشيرة إلى أنه “لا يوجد رابحون في حرب تجارية”.
اليابان تنتهج “سياسة المفاوضات” مع ترمب
في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم الحكومة اليابانية أن وزير الاقتصاد ريوسي أكازاوا تم تعيينه مفاوضًا تجاريًا مع الولايات المتحدة.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي هشام الرجباني من طوكيو، بأن اليابان انتهجت موقف المفاوضات منذ البداية، مشيرًا إلى أنها تريد أن تحل المشكلة بطريقة ودية لأنها شريك تجاري كبير مع الولايات المتحدة.
وفي مؤتمر صحفي، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي: إن “المناقشات الثنائية بشأن تحركات سعر الصرف ستستمر تحت إشراف وزير المالية الياباني ووزير الخزانة الأميركي”.
بدوره، صرّح رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا أنه يدرس زيارة الولايات المتحدة مرة أخرى لإجراء محادثات مع ترمب “في التوقيت الأكثر ملاءمة” مع التركيز على تحقيق تقدم في المحادثات على المستوى الوزاري.
وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت على وسائل التواصل الاجتماعي: إن “ترمب عيّنه والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير للإشراف على المفاوضات التجارية مع اليابان”.
وزاد اختيار بيسنت لقيادة محادثات التجارة الأميركية مع اليابان من التكهنات بين بعض المستثمرين، بأن واشنطن قد تضغط على طوكيو للمساعدة في إضعاف الدولار مقابل الين، في إطار صفقة لخفض الرسوم الجمركية الأميركية على اليابان.
ويأتي هذا التعيين بعد أن اتفق إيشيبا وترمب على بدء مناقشات ثنائية بشأن الرسوم الجمركية في اجتماع هاتفي أمس الإثنين.
وقال إيشيبا للصحافيين عقب الاتصال الهاتفي: إن “الرئيس ترمب قدّم فهمه الصادق للوضع الراهن للولايات المتحدة في الاقتصاد العالمي”.
وأضاف أن “اليابان تحض الولايات المتحدة بشدة على مراجعة إجراءاتها من خلال هذه المشاورات”.
وفي وقت سابق الإثنين، أشار إيشيبا إلى أن اليابان ستقدم لترمب “حزمة” إجراءات لتخفيف الرسوم الجمركية الأميركية.
وأردف أن هذا قد يشمل مشاركة اليابان في مشروع خط أنابيب للغاز الطبيعي مُقترح في ألاسكا.
وفي فبراير/ شباط، وبعد محادثات مع إيشيبا في البيت الأبيض، صرح ترمب أن اليابان ستكون شريكًا في هذا المشروع “العملاق”.
وأعلن إيشيبا أنه سيعقد اجتماعًا خاصًا لمجلس الوزراء صباح الثلاثاء لمناقشة طريقة التعامل مع الرسوم الجمركية.
وفرض ترمب أيضًا رسومًا بنسبة 25% على واردات الولايات المتحدة من السيارات بموازاة رسوم جمركية بنسبة 24% على الواردات اليابانية، والتي ستدخل حيز التنفيذ هذا الأسبوع.
وقطاع السيارات في اليابان ركيزة أساسية في رابع أكبر اقتصاد في العالم، إذ يُوظّف نحو 5,6 ملايين شخص بشكل مباشر أو غير مباشر.
وشكّلت المركبات نحو 28% من صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة، البالغة 21,3 تريليون ين (142 مليار دولار أميركي)، العام الماضي.