حضّت منظمة “أطباء بلا حدود” الاتحاد الأوروبي -اليوم الاثنين- على التوقّف عن إطلاق تصاريح “فارغة” حول الوضع المأساوي في غزة، داعية إيّاه إلى الانتقال من الأقوال إلى الأفعال وحثّ إسرائيل على وقف جرائم الحرب في القطاع الفلسطيني.
وأتى هذا النداء على شكل رسالة مفتوحة موجّهة من المنظمة غير الحكومية إلى قادة الدول الأعضاء ورؤساء مؤسسات الاتحاد الأوروبي، إذ يعقد الاثنين المقبل اجتماع وزاري لدول التكتلّ ومن المرتقب أن يتناول هذا الموضوع.
وتطلب الرسالة التي نشرت الصحف نسخة عنها -بإلحاح- إفساح المجال لدخول المساعدات الإنسانية الحيوية للفلسطينيين في غزة لأن الحصار القائم “ليس تدبيرا أمنيا مشروعا بل إنه جريمة حرب”.
ولا بدّ أيضا من تكثيف عمليات الإجلاء الطبي، بحسب “أطباء بلا حدود” التي أشارت إلى أن “13 ألف شخص تقريبا، بينهم أكثر من 4500 شخص، بحاجة ماسة” إلى تدابير من هذا القبيل.
وجاء في الرسالة “الاتحاد الأوروبي وعدد من قادته قاموا مؤخّرا بتوبيخ إسرائيل، لكن كلامهم بقي فارغا لأنهم لا يتّخذون التدابير الملموسة الضرورية لوضع حدّ لهذه المجزرة”.
وندّدت “أطباء بلا حدود” بتصرّفات بلدان لم تسمّها “تواصل بخبث تزويد إسرائيل بأسلحة تقتل وتحرق وتسبّب إعاقات مدى الحياة لأشخاص يصلون إلى مستشفياتنا. ولا بدّ للأمر من أن يتوقّف”.
وخلال مؤتمر صحافي في بروكسل، في محيط مقرّات مؤسسات الاتحاد الأوروبي، أدلى عدّة مسؤولين بمنظمة أطباء بلا حدود بإفادات عن الظروف المأسوية التي تعمل فيها الطواقم الإسعافية والطبية في غزة، في ظلّ عمليات قصف وإنذارات بالإخلاء لا تتوقّف.
أوضاع مأساوية
وقالت الطبيبة فيرجينيا مونيتي التي عادت الأسبوع الماضي من غزة “ما من أسرّة تكفي في المستشفيات وما من وسائل كافية للاستجابة للحاجات. ولا يمكن للوضع أن يستمرّ على هذا النحو. لا إنسانية في ذلك”.
وأعطت مونيتي مثلا بمستشفى ناصر في خان يونس (جنوب قطاع غزة) وهو أحد آخر مراكز الاستشفاء التي ما زالت تعمل جزئيا بالقطاع الفلسطيني، حيث يتدهور الوضع لدرجة بات “بالكاد قادرا على مواصلة العمل”.
ومنذ حوالي أسبوعين، يتعرّض الفلسطينيون لإطلاق نار في نقاط توزيع مساعدات غذائية “معسكرة”. وقضى البعض منهم متأثّرا بإصابته.
ومن المرتقب أن تكون هذه المسألة في قلب محادثات وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي الذين يجتمعون يوم 23 حزيران/يونيو في بروكسل.
وسيناقش الوزراء الأوروبيون مدى امتثال إسرائيل للبند الثاني من اتفاق الشراكة مع اتحادهم الذي يدعو الأطراف إلى “احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية”.
وقد أفادت وزارة الصحة في غزة بارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 55 ألفا و432 شهيدا، و128 ألفا و923 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومنذ عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على الإنسان والحجر والشجر في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وقد خلفت حرب الإبادة الإسرائيلية -بدعم أميركي- أكثر من 184 ألف شهيد وجريح فلسطيني معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين منهم أطفال.