تتجه مصر لرقمنة أرشيف إذاعة القرآن الكريم بالإضافة إلى المضي قدماً في إعداد موقع عالمي لها بهدف الحفاظ على تراث القراء والمبتهلين بالشراكة بين الهيئة الوطنية للإعلام ووزارة الاتصالات.
وخلال اجتماع، (الخميس)، للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع وزير الاتصالات عمرو طلعت، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام أحمد المسلماني، بحضور مستشار الرئيس للإعلام اللواء محسن عبد النبي، وجّه الرئيس المصري بضرورة الحفاظ على تراث الإذاعة والتلفزيون المصري عبر تحويل جميع الأشرطة الإذاعية والتلفزيونية التابعة للهيئة إلى وسائط رقمية، وفق بيان المتحدث باسم «الرئاسة المصرية».
وطالب الرئيس باستثمار المحتوى ضمن المنصة الرقمية المزمع إنشاؤها بالهيئة الوطنية للإعلام، مع حماية البرامج العديدة التي تعاقب بثها في إذاعة القرآن الكريم منذ تأسيسها عام 1964.
وبدأ بث إذاعة القرآن الكريم، أول إذاعة متخصصة في القرآن الكريم حول العالم، في 25 مارس (آذار) 1964 بعهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فيما سُجل المصحف المرتل برواية حفص عن عاصم بصوت القارئ محمود خليل الحصري، بوصفه أول جمع صوتي للقرآن.
وقال رئيس إذاعة القرآن الكريم الأسبق، الدكتور حسن سليمان، لـ«الشرق الأوسط»، إن المحطة تحظى بمكانة كبيرة على المستوى العالمي وتعد بمنزلة مرجع مهم للإذاعات الأخرى التي تأسست بعدها وهو ما ظل يلاحظه باستمرار في اجتماعات اتحاد الإذاعات الإسلامية المختلفة.
وأضاف أن الإذاعة لديها تاريخ حافل ليس فقط بالتلاوات الدينية المتميزة من كبار المشايخ والقراء ولكن أيضاً من البرامج المختلفة التي بثت لسنوات طويلة ولا تزال تحظى باهتمام من المستمعين، مشيراً إلى أن وجود موقع لإذاعة «القرآن الكريم» سيمنح المستمعين فرصة متابعة برامجهم في أي وقت.
ويؤكد الرئيس السابق لمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون وأستاذ الإعلام بجامعة القاهرة سامي الشريف، لـ«الشرق الأوسط»، أن «إذاعة القرآن الكريم تعد أحد روافد القوى الناعمة لمصر»، مشيراً إلى أن «تراث التلفزيون والإذاعة المصرية تعرض جزء منه للتلف وجزء آخر للسرقة بجانب عدم ترميم التراث الموجود واستخدام التقنيات الحديثة في ترميمه قبل إعادة إذاعته».
وأكد أن «دور إذاعة القرآن الكريم لم يكن فقط بث القراءة القرآنية ولكن أيضاً اكتشاف القراء والتوعية الدينية»، لافتاً إلى «أنها تتصدر نسب الاستماع في الإذاعات المصرية بغالبية استطلاعات الرأي، كما أنها تحظى بمكانة كبيرة للمستمعين من خارج مصر».
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد اجتمع مطلع الأسبوع الحالي مع مسؤولي الهيئات الإعلامية المختلفة، بالإضافة إلى رئيس الوزراء، مطالباً بوضع خريطة طريق شاملة لتطوير الإعلام المصري عبر الاستعانة بكل الخبرات والكفاءات المتخصصة، وفق الرئاسة.
واعتبر الشريف أن تكرار اهتمام الرئيس بالاجتماع مع مسؤولي الإعلام الرسمي يعكس الأهمية التي يوليها لحل المشكلات المتراكمة بوسائل الإعلام الرسمية، التي تفاقمت خلال السنوات الماضية، مؤكداً ضرورة استغلال التوجيهات الرئاسية للارتقاء بها وعودتها للصدارة.
ويشير الشريف إلى «التراث الكبير الموجود لدى التلفزيون والإذاعة المصرية مع وجود كنوز لا تقدر بثمن يحتاج جزء كبير منها إلى الترميم»، لافتاً إلى «أهمية أن تتم عملية التطوير عبر الاستعانة بالكفاءات الأكاديمية والمهنية التي لديها الخبرة والقدرة على استخدام الوسائل التكنولوجية المتطورة».
رأي يدعمه حسن سليمان الذي يؤكد أن مسألة تحويل الأرشيف إلى رقمي لن تستغرق وقتاً طويلاً في ظل توافر الإمكانات والإرادة وفي ظل وجود أسس يمكن البناء عليها بشكل سريع.