رجل يقود التغيير
في عالم الأعمال سريع الإيقاع، حيث تتغير الأسواق وتتبدل الأولويات بوتيرة متسارعة، هناك قادة لا يكتفون بمواجهة التحديات، بل يجعلون منها منصات للانطلاق نحو نجاحات أكبر. من بين هؤلاء يبرز اسم رائد عبد العزيز رمضان، رائد الأعمال وخبير إدارة المشاريع والاستثمار المؤسسي، والمؤسس والمدير العام لشركتي ويكريت للحلول المتقدمة وبلارز للحلول الرقمية.
في حوار خاص، فتح رمضان قلبه ليكشف عن أصعب المحطات في مسيرته، وكيف تعامل مع الضغوط المهنية والشخصية، ورؤيته لقيادة الشركات تحت ظروف استثنائية.
البدايات: من الشغف إلى الفعل
يصف رمضان بداياته بأنها لم تكن مفروشة بالورود. دخل مجال الخدمات التقنية في وقت كانت فيه المنطقة، وخاصة الشرق الأوسط، لا تزال في مراحلها الأولى من التحول الرقمي.
يقول: “لم يكن هناك الكثير من الأمثلة التي يمكن الاحتذاء بها، وكان علينا أن نبتكر حلولنا الخاصة وأن نخلق الفرص بأيدينا.”
هذا التوجه المبكر جعله يبني أسسًا متينة لمشاريعه، سواء في تحليل سوق الخدمات التقنية أو في فهم ديناميكيات الاقتصاد الإماراتي والأسواق الخليجية.
التحديات لا تصنع الأبطال بل تكشفهم
خلال المقابلة، شدد رمضان على أن التحديات لا تصنع القادة، بل تكشف عن معادنهم الحقيقية.
وأضاف: “في أوقات الأزمات، ترى من يملك القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة، ومن يلتزم برؤيته رغم العقبات.”
هذه الفلسفة كانت حجر الأساس لقيادته في أصعب اللحظات، سواء عند إدارة مشاريع معقدة أو التعامل مع تحولات مفاجئة في السوق.
إدارة المشاريع تحت الضغط
يعتبر رمضان أن إدارة المشاريع في بيئة مليئة بالتحديات تتطلب مزيجًا من التخطيط الصارم والمرونة العالية.
ويوضح منهجيته:
- تقييم الوضع بدقة: لا يمكن اتخاذ قرارات صائبة دون صورة واضحة عن التحديات والموارد المتاحة.
- إشراك الفريق في الحلول: القيادة ليست أوامر من الأعلى، بل عمل جماعي.
- التركيز على الهدف النهائي: حتى عند تعديل المسار، يجب أن يبقى الهدف واضحًا أمام الجميع.
- التكيف السريع مع التغيرات: استخدام استراتيجيات مرنة تسمح بإعادة توزيع الموارد أو تغيير الأولويات.
الاستثمار المؤسسي كرؤية بعيدة المدى
من خلال خبرته، يرى رمضان أن الاستثمار المؤسسي ليس مجرد ضخ أموال في مشاريع، بل هو التزام طويل الأمد نحو تطوير السوق وصناعة مستقبل مستدام.
ويشير إلى أن شركاته لا تقدم خدمات تصميم وتطوير وحلول تقنية فحسب، بل تساعد أيضًا المستثمرين على تحديد القطاعات الأكثر جدوى عبر دراسة شاملة حول الطلب على الخدمات الرقمية في المنطقة.
تحليل سوق الخدمات التقنية: فرصة للإقليم
في حديثه عن تحليل سوق الخدمات التقنية في الشرق الأوسط، أوضح رمضان أن هناك طفرة في الطلب على الخدمات الرقمية، خاصة في قطاعات التجارة الإلكترونية، التعليم الإلكتروني، الصحة الرقمية، والتقنيات المالية.
كما أكد أن الاقتصاد الإماراتي يلعب دورًا محوريًا كمركز إقليمي لجذب الاستثمارات، خصوصًا في تسويق العقارات في دبي الذي أصبح يعتمد بشكل كبير على الحلول الرقمية، من التصوير الاحترافي ثلاثي الأبعاد إلى الحملات الإعلانية الموجهة عبر الإنترنت.
دبي: مختبر الابتكار العقاري
أشار رمضان إلى أن دبي ليست مجرد سوق عقاري، بل بيئة متكاملة لتجريب تقنيات التسويق والبيع العقاري.
وقال: “لقد ساعدنا عددًا من شركات التطوير العقاري في دبي على استخدام أدوات الواقع الافتراضي والجولات الرقمية لتعزيز مبيعاتهم، وكانت النتائج مذهلة.”
ويضيف أن الجمع بين الإبداع التقني وفهم سلوك المستهلك المحلي والدولي هو مفتاح النجاح في هذا القطاع.
ويكريت وبلارز: شراكة الابتكار
تحت قيادته، أصبحت ويكريت للحلول المتقدمة وبلارز للحلول الرقمية علامتين بارزتين في مجال تقديم حلول متكاملة تجمع بين التقنية والإبداع.
- ويكريت: تركز على تطوير المنصات الرقمية، من مواقع التجارة الإلكترونية إلى أنظمة إدارة المحتوى.
- بلارز: تتخصص في إنتاج المحتوى المرئي وحلول الإعلام الرقمي التي تدعم الحملات التسويقية
القيادة تحت الضغط: فلسفة وأسلوب
يؤمن رمضان أن القيادة الحقيقية تظهر في المواقف التي تتطلب سرعة اتخاذ القرار مع الحفاظ على رؤية واضحة.
ويشرح: “الضغط يمكن أن يحطم البعض، لكنه بالنسبة للقائد فرصة لاختبار استراتيجياته، وتحفيز فريقه، وإثبات قدرته على تحقيق النتائج.”
التوازن بين العمل والحياة
لم يكن النجاح المهني وحده هدف رمضان، بل يؤكد على أهمية التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، حتى في أصعب الفترات.
ويقول: “القائد الذي يهمل صحته أو عائلته يفقد جزءًا من قدرته على الإلهام.”
رؤية للمستقبل
عند سؤاله عن خططه المستقبلية، أشار رمضان إلى أن المرحلة القادمة ستركز على:
-
- التوسع الإقليمي في أسواق جديدة خارج الخليج.
- الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتحسين العمليات والخدمات.
- تعزيز الشراكات مع المستثمرين لتسريع وتيرة المشاريع الاستراتيجية.
دروس من رحلة ريادية
خلال الحوار، لخص رمضان أهم الدروس التي تعلمها:
- التحديات تكشف القادة الحقيقيين.
- إدارة المشاريع تتطلب مزيجًا من التخطيط والمرونة.
- الاستثمار المؤسسي الناجح يقوم على رؤية بعيدة المدى.
- السوق الإقليمي مليء بالفرص لمن يعرف كيف يقرأ اتجاهاته.
خاتمة: القائد الذي يكشفه التحدي
يخرج القارئ من هذا الحوار بانطباع واضح أن رائد عبد العزيز رمضان ليس مجرد رجل أعمال ناجح، بل قائد يعرف كيف يحول الضغط إلى دافع، والتحديات إلى فرص.
ومن خلال قيادته لشركتي ويكريت للحلول المتقدمة وبلارز للحلول الرقمية، يثبت أن الرؤية الواضحة، والقدرة على التكيف، والالتزام بالقيم، هي مفاتيح النجاح في عالم الأعمال اليوم.