تسببت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض تعريفة جمركية إضافية بنسبة 100 في المائة على الواردات من الصين، في عملية بيع واسعة النطاق بسوق العملات المشفرة، يوم الجمعة الماضي، كاشفةً عن مستويات عالية من الرافعة المالية والمخاطر بهذا القطاع.
وقد تعرضت العملات الرقمية الكبرى، ومن بينها بتكوين وإيثيريوم وسولانا، لأكبر الخسائر، مما دفع إجمالي التصفية في السوق إلى 18.28 مليار دولار، حتى الساعة 8:47 مساءً بتوقيت غرينتش، وفقاً لبيانات منصة تحليل البيانات «كوين غلاس».
تأتي هذه الخسائر في العملات المشفرة وسط عمليات بيع أوسع بالأسواق، حيث سجل مؤشرا ناسداك وستاندرد آند بورز 500 أكبر انخفاض لهما منذ ستة أشهر، يوم الجمعة، وفق ما أوردت شبكة «سي إن إن».
خسائر بالمليارات وتراجع قياسي بالأسعار
وصفت منصة «كوين غلاس» ما حدث بأنه «أكبر حدث تصفية في تاريخ الكريبتو»، حيث جرت تصفية نحو 5 مليارات دولار من البتكوين، ونحو 4 مليارات دولار من الإيثيريوم، ونحو ملياريْ دولار من سولانا، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وانخفضت قيمة البتكوين بنسبة تقترب من 10 في المائة، خلال الأيام الخمسة الأخيرة، لتتداول عند 111616.20 دولار، بعد أن كانت قد تراجعت إلى 103 آلاف دولار يوم الجمعة. وكانت البتكوين قد وصلت إلى مستوى قياسي بلغ 124 ألفاً، الأسبوع الماضي.
كما شهدت عملة الإيثيريوم انخفاضاً بنسبة 14.2 في المائة، حيث هَوَت من سعر 4365.63 دولار يوم الجمعة إلى 3742.88 دولار. وتعرضت عملة سولانا لأكبر هبوط، حيث تراجعت قيمتها بنسبة تُقارب 20 في المائة من 223.10 دولار يوم الجمعة إلى 178.72 دولار.
تحول ترمب وقيود الصين يصعدان التوتر
يأتي هذا التراجع الحاد على الرغم من المكاسب الكبيرة التي حققتها العملات المشفرة منذ تولّي ترمب منصبه هذا العام. ويرجع ذلك، إلى حد كبير، إلى تحوله من وصف البتكوين سابقاً بأنها «قائمة على الهواء الرقيق» إلى مخاطبة جماهير العملات المشفرة في المؤتمرات، وإطلاق عملته المشفرة الخاصة به ووعده بإنشاء احتياطي استراتيجي من العملات المشفرة. كما أصدر ترمب مؤخراً أمراً تنفيذياً يسمح بإدراج الأصول الرقمية في خطط التقاعد، مما أسهم في ارتفاع البتكوين إلى أعلى مستوياتها القياسية.
إلا أن التوترات التجارية بين واشنطن وبكين عادت للتصعيد، يوم الخميس، بعد أن كثّفت الصين قيودها على تصدير المعادن النادرة الحيوية، مما أدى إلى موجة الهبوط هذه مع تصريح ترمب، يوم الجمعة، بتهديده بفرض الرسوم الجمركية العقابية.