قال مسؤول عسكري أوكراني إن قوات بلاده استعادت خلال 3 أيام 17.3 كيلومترا مربعا من الأراضي في منطقة باخموت شرقي البلاد، بينما كشفت مصادر دبلوماسية أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتزم طرح صفقة أمام مجلس الأمن هذا الشهر لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا بهدف حماية محطة زاباروجيا للطاقة النووية.
وقال المتحدث باسم المجموعة الشرقية للقوات الأوكرانية سيرغي شريفاتي على تليغرام “خلال 3 أيام من الهجوم المضاد استطاعت القوات الأوكرانية في منطقة باخموت تحرير 17.3 كيلومترا مربعا من الأراضي”.
وذكر الرئيس فولوديمير زيلينسكي -أمس الجمعة- أن جنوده استعادوا أرضا بالقرب من مدينة باخموت، وأضاف عقب اجتماع مع هيئة الأركان العامة للجيش أن “الجهود الكاسحة ” للقوات الأوكرانية أدت إلى توقف الجانب الروسي أو حتى “انسحابه” في بعض القطاعات.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن أوكرانيا شنت هجوما شمالي باخموت بأكثر من ألف جندي وما يصل إلى 40 دبابة، وهو مستوى من التجهيز سيكون -في حالة تأكيده- أكبر هجوم أوكراني منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وأضاف كوناشينكوف أن الروس صدوا 26 هجوما، لكن القوات في إحدى المناطق تراجعت لإعادة تجميع صفوفها في مواقع أكثر ملاءمة بالقرب من خزان بيرخيفكا شمال غربي باخموت.
“هزيمة نكراء”
غير أن رئيس مجموعة فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين اتهم أمس القوات النظامية الروسية بالفرار من مواقعها قرب باخموت، وقال في رسالة صوتية “ما وصفه كوناشينكوف للأسف يسمى هزيمة نكراء، وليس إعادة تجميع”.
وفي رسالة أخرى بالفيديو، قال بريغوجين إن الأوكرانيين استولوا على أرض مرتفعة تطل على باخموت وفتحوا الطريق السريع الرئيس المؤدي إلى المدينة من الغرب.
ومضى قائلا “حرر العدو (الجيش الأوكراني) طريق تشاسيف يار-باخموت بالكامل والذي كنا قد أغلقناه. أصبح العدو الآن قادرا على استخدام هذا الطريق، وثانيا سيطر على منطقة مرتفعة تطل على باخموت”.
وذكر المتحدث نفسه أن الجناحين الشمالي والجنوبي لمدينة باخموت اللذين تحرسهما القوات الروسية ينهاران. لكن وزارة الدفاع الروسية تنفي ذلك.
وتعدّ معركة باخموت الأطول والأكثر دموية منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا أواخر فبراير/شباط 2022.
ومن جانب آخر أعلنت السلطات الروسية أمس إصابة 7 أشخاص جراء وقوع انفجارين في لوغانسك شرقي أوكرانيا، وهي مدينة رئيسية بإقليم دونباس تسيطر عليها قوات الانفصاليين الموالين لموسكو.
واتهمت الإدارة الروسية -لهذه المنطقة التي ضمتها موسكو- الجيش الأوكراني أمس بإطلاق صواريخ على المدينة التي تقع على بعد نحو 100 كيلومتر من جبهة القتال.
وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لسحب كثيفة من الدخان في لوغانسك، بينما ذكرت تقارير أن النيران اشتعلت في منشآت صناعية.
محطة زاباروجيا
قال 4 دبلوماسيين لوكالة رويترز إن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي يعتزم طرح صفقة أمام مجلس الأمن الدولي هذا الشهر لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا بهدف حماية محطة زاباروجيا للطاقة النووية، مما يوحي بقرب التوصل لاتفاق.
ومحطة زاباروجيا -التي تقع جنوبي أوكرانيا- تعد أكبر محطة نووية في هذا البلد وأوروبا عموما، وتسيطر عليها القوات الروسية منذ الأشهر الأولى من الحرب.
ويحاول غروسي منذ شهور التوصل لحل لتقليص احتمالات وقوع كارثة نووية قد تنجم عن قصف زاباروجيا، ومع استعداد أوكرانيا لهجوم مضاد في المنطقة، هناك احتمال أن يحتدم القتال بالقرب من المحطة ومفاعلاتها الستة.
وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات بتنفيذ عمليات قصف أدت إلى قطع متكرر لخطوط الكهرباء الضرورية لتبريد المفاعلات، ومنع حدوث انصهار نووي.
وقال أحد الدبلوماسيين “الأمر مبشر فيما يبدو”. وقال آخرون إن أوكرانيا التي عارضت الخطة لفترة طويلة تؤيدها الآن، لكن موقف روسيا أقل وضوحا.
وذكر الدبلوماسيون أن غروسي سيضع ما يعرف باسم “مبادئ” حماية المحطة، وبعضها معروف منذ فترة طويلة، مثل عدم إطلاق النار على المحطة أو منها.
وقد تغيرت خطته بمرور الوقت حيث تمت معارضة أجزاء من جانب أو آخر، وكان من المفترض في الأصل أن تقام “منطقة حماية” داخل دائرة بنصف قطر محدد حول محطة زاباروجيا، لكن تم التخلي عن هذه الفكرة منذ فترة طويلة.