بالتزامن مع احتدام المواجهات في جبهات القتال في أوكرانيا وتصعيد روسيا قصفها كييف ومدنا أوكرانية أخرى وإدخالها أسلحة نوعية في الحرب دخلت الصين على خط الأزمة بمحاولتها تهدئة الأوضاع، فهل تنجح في ذلك؟
وفي أحدث تطورات الموقف الصيني من الحرب الروسية الأوكرانية أفاد مسؤول أوكراني كبيرة لوكالة الصحافة الفرنسية بأن بلاده استقبلت على مدى اليومين الماضيين الممثل الصيني الخاص للشؤون الأوراسية، لبحث تسوية للحرب في أوكرانيا.
من جانبه، اعتبر خليل العناني أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية والباحث بالمركز العربي في واشنطن في حديثه لبرنامج “ما وراء الخبر” (2023/5/17) أن مساعي الصين للدخول على خط الأزمة الأوكرانية ما هي إلا محاولة لحفظ ماء الوجه الروسي، وكذلك لتعزيز جهود بكين لفك الارتباط مع روسيا ومحاولتها تهدئة الأمور، لكنه قلل من جدوى هذه المحاولات التي وصفها بأنها شكلية في ظل انعدام الثقة الأميركية والأوروبية في هذه الوساطة.
ما مصلحة الصين؟
وبخصوص مصلحة الصين في الحرب، أوضح العناني أنها مستفيدة من حرب روسيا على أوكرانيا، لكونها تسمح باستنزاف أميركا في الحرب وكذلك تشتيت انتباهها عن الصراع على تايوان، وهو ما جعله يعتبر أن بكين لا تقوم بهذه الوساطة بشكل جاد وحقيقي ولكنها مجرد واجهة تحمل داخلها أسبابا خاصة بالصين.
بدوره، رأى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في باريس زياد ماجد أن الدول الأوروبية تنظر بحذر إلى الوساطة الصينية، لكونها تعتبر بكين حليفة رئيسية لموسكو.
لكنه أشار إلى أن خبراء السياسة الصينية يدركون أن بكين لديها حسابات مختلفة عن موسكو، وباتت حاليا ترغب في إيقاف الحرب لكي تلعب دورا أكبر في المجال السياسي، كما أن التضخم ومجمل الأزمات الاقتصادية التي نجمت عن الحرب المستمرة منذ نحو سنة و3 أشهر تنعكس عليها، ولذلك تبحث عن طريق للخروج منها.
ورأى أن شروط كييف وموسكو تجعل نجاح المبادرة قضية صعبة جدا، خاصة أن المبادرة لا تذكر انسحابا روسيا من الأراضي الأوكرانية، بل تسعى فقط إلى وقف العمليات العسكرية والعودة للمفاوضات.
يذكر أن الخارجية الأوكرانية قالت إن المبعوث الصيني -الذي يعتبر الأرفع الذي يزور أوكرانيا منذ بداية الحرب- أبلغ وزيرها دميترو كوليبا 6 مبادئ تقوم عليها المبادرة الصينية لاستعادة السلام على أساس احترام سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية، وسيزور المبعوث الصيني روسيا وعددا من دول الاتحاد الأوروبي، بينها بولندا وفرنسا وألمانيا.