التقى رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية الشيخ حمد بن ثامر عائلة الصحفي الشهيد المصور في قناة الجزيرة سامر أبو دقة، الذي استشهد على يد الاحتلال الإسرائيلي قبل أيام في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما نظمت الشبكة وقفة تضامنية للمطالبة بالعدالة للزميل أبو دقة شارك فيها مسؤولون وعاملون في الشبكة ومتضامنون آخرون من صحفيين وإعلاميين.
وأعرب رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية عن خالص العزاء والمواساة لأسرة الشهيد سامر أبو دقة، وأشاد بمناقبه وبمسيرته الإعلامية في قناة الجزيرة.
وأكد الشيخ حمد على الوقوف الكامل إلى جانب العائلة في هذا المصاب الجلل، كما شدد على أن شبكة الجزيرة ستواصل كل الجهود القانونية المطلوبة لمحاسبة الاحتلال على هذه الجريمة البشعة بحق أبو دقة والصحفيين الذين يقومون بواجبهم المهني.
وشكرت زوجة الشهيد سامر أبو دقة وأبناؤه الشيخ حمد على جهوده ورعايته لعائلة وأبناء الشهيد في مواصلة درب والدهم من بعده.
وكان الاحتلال الإسرائيلي قصف الجمعة الماضي فريق الجزيرة في خان يونس، مما أدى لاستشهاد المصور سامر أبو دقة، وجرح الزميل المراسل وائل الدحدوح، بعد منع الاحتلال الإسعاف من الوصول إلى الزميل أبو دقة حيث مكث ساعات ينزف قبل أن يستشهد.
وقفة تضامنية
وكانت شبكة الجزيرة قد نظمت وقفة تضامنية للمطالبة بالعدالة للزميل الشهيد أبو دقة، شارك فيها مسؤولون وعاملون في الشبكة، إضافة إلى أسرة الشهيد سامر ومتضامنين آخرين من صحفيين وإعلاميين.
وحمل المشاركون لافتات تضامنية كتب على بعضها “الصحافة ليست جريمة” و”لا لإفلات قتلة سامر”، و”قتل سامر تغييب للحقيقة” و”أوقفوا قتل الصحفيين” و”لا شيء يبرر استهداف الصحفيين” و”أوقفوا جرائم الحرب بحق الصحفيين في غزة”.
وقال مدير مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان سامي الحاج، في كلمة له خلال الوقفة، إن كل عبارات العزاء لا تعبر عن الحزن العميق الذي يشعر به زملاء سامر أبو دقة في شبكة الجزيرة بعد أن مضى إلى ربه شهيدا وهو يؤدي رسالته الإنسانية.
وأوضح أن المركز يسعى مع شركائه من المنظمات الحقوقية المعنية بسلامة الصحفيين لاتخاذ إجراءات عاجلة لضمان سلامة الصحفيين، وتذكير الدول بالتزاماتها في تعزيز حرية الصحافة وحماية الصحفيين، وذلك في ضوء المخاطر غير المسبوقة التي يواجهها الصحفيون في غزة بسبب الغارات الجوية والهجمات الإسرائيلية.
وشدد على السعي الجاد والمستمر للجوء إلى آليات العدالة على المستوى الدولي والإقليمي، والعمل على تقوية تمكين حالة التضامن بين المنظمات الحقوقية والإنسانية الفاعلة، كما تعهد ببذل الجهود اللازمة بالتنسيق مع شبكة الجزيرة لملاحقة قتلة سامر وعدم التوقف حتى تقديمهم للعدالة.
صعب وغير مسبوق
بدوره، قال مدير مكتب الجزيرة في قطاع غزة الزميل وائل الدحدوح إن ما يجري في قطاع غزة من استهداف متعمد للصحفيين وأسرهم “صعب وغير مسبوق”، ويهدف بشكل واضح لإسكات الصحفيين وإيقاف مسيرتهم وقتل الصورة وإصابة “صاحبة الجلالة” بالشلل.
وأضاف أنه مع الحزن والألم الذي يكتنف المشاركين من قطاع غزة في الوقفة الاحتجاجية المطالبة بالعدالة لسامر أبو دقة، فإن ما يواسيهم ويسليهم استمرارهم على دربه، وأن “الصورة استمرت والصوت ارتفع تماما كما الحال بعد أن غيّب الرصاص بالقاتل نفسه زميلتنا شيرين أبو عاقلة”.
ومضى “سنستمر بالصوت والصورة والكلمة وبكل أشكال التغطية والمهنة والحقيقة، وإن كان هناك من وعد أو موقف فهو أننا مستمرون ما بقيت هذه الأحداث في قطاع غزة، وما دمنا على قيد الحياة وفينا عرق ينبض.. إن لم يكن وقوفا فجلوسا أو حتى نياما”.
كما تعهد مدير مكتب الجزيرة في فلسطين وليد العمري بالاستمرار حتى تحقيق العدل والعدالة عبر “جلب المجرم الجاني للمحاكمة وعدم إفلاته من العقاب، وتوفير الحماية لباقي الزملاء والزميلات، سواء كانوا في شبكة الجزيرة أو الصحفيين الفلسطينيين بشكل عام”.
وقال في كلمته بالوقفة “مطالبتنا بالعدالة لسامر وشيرين وجميع الصحفيين الذين استشهدوا بنيران الاحتلال في غزة والضفة حتى لا تفقد الأجيال الفلسطينية المقبلة إيمانها بحقها وبالعدالة في هذا العالم، رغم ما أوقعه من ظلم على هذا الشعب الصابر الصامد”.
وسامر أبو دقة من مواليد عام 1978، وهو أب لثلاثة أولاد وبنت، وهو من سكان بلدة عبسان الكبيرة قرب خان يونس، وقد التحق بالجزيرة في يونيو/حزيران 2004 حيث عمل مصورا وفني مونتاج.

