قال مالك شركة فاغنر الأمنية الروسية يفغيني بريغوجين اليوم الخميس إن قواته بدأت الانسحاب من مدينة باخموت شرقي أوكرانيا وتسليم مواقعها للجيش الروسي، في حين وقعت موسكو اليوم مع مينسك اتفاقا ينص على نشر صواريخ نووية تكتيكية روسية في بيلاروسيا.
وقال مالك شركة فاغنر إن قواته في باخموت بدأت اليوم الخميس الانسحاب باتجاه معسكرات خاصة، مضيفا أنها ستستكمل انسحابها من المدينة الخميس المقبل، وأنها ستسلم مواقعها وذخيرتها في باخموت لوزارة الدفاع الروسية.
وجاء بدء انسحاب فاغنر بعد أيام من إعلان موسكو سيطرة القوات الروسية على باخموت إثر معركة هي الأطول منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
وقالت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن القوات الروسية النظامية حلت محل قوات فاغنر في باخموت، ولكن عناصر فاغنر لا يزالون داخل المدينة.
وذكرت هيئة الأركان الأوكرانية إن القوات الروسية شنت 28 هجوما في اتجاهات باخموت وأفدييفكا ومارينكا شرقي البلاد خلال الساعات الماضية.
وأضافت الهيئة أن القوات الأوكرانية تصدت لما سمتها عمليات هجومية فاشلة باتجاهات ضواحي باخموت، وأوضحت أن القوات الروسية نفذت ضربات جوية على مواقع السيطرة الأوكرانية.
هجوم المسيرات
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن دفاعاتها أحبطت الليلة الماضية هجوما روسيا واسعا بالمسيرات استهدف أجزاء مختلفة من البلاد، وأشارت إلى أن القوات الروسية أطلقت من الاتجاهين الشمالي والجنوبي 36 طائرة هجومية مسيرة إيرانية الصنع تم إسقاطها بالكامل.
وأضافت أن الهجوم كان يستهدف البنية التحتية الحيوية والمنشآت العسكرية، وأن وحدات من القوات الصاروخية المضادة للطائرات تصدت للهجوم بشكل كامل.
وكانت الإدارات العسكرية الأوكرانية في كييف وميكولايف وأوديسا (جنوب) وخملنتسكي وتشرنيفتسي (غرب) وخاركيف (شرق) أكدت تعرض تلك المقاطعات لهجمات بمسيرات إيرانية من نوع شاهد.
وفي خيرسون (جنوب) قال الحاكم الأوكراني إن القصف المدفعي الروسي على المقاطعة أوقع عددا من الجرحى في صفوف المدنيين.
وأفاد مكتب مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك للجزيرة بأنه لم يعلن عن بدء الهجوم المضاد في تصريحاته لوسيلة إعلام إيطالية، وإنما شدد على أن الهجوم المضاد هو سلسلة من العمليات التي يتم تنفيذها بالفعل، وليس خطوة واحدة، ويشمل ذلك تدمير مصادر الدعم الخلفي، وعمليات الاستطلاع وغيرها من الخطوات.
ويأتي تصريح المستشار الرئاسي بعدما نسبت وكالة “راي” الإخبارية الايطالية تصريحات له حول إعلانه بدء الهجوم المضاد للجيش الأوكراني قبل أيام، مؤكدا أن قتالا عنيفا يدور على طول خط الحدود.
الصواريخ النووية
ووقع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ونظيره البيلاروسي فيكتور خرينين، اليوم الخميس، اتفاقا لنشر صواريخ نووية تكتيكية روسية في بيلاروسيا، وأوضح الوزير الروسي أنه وقّع مع خرينين على الوثائق الخاصة بنشر وحفظ الأسلحة النووية الروسية التكتيكية على أراضي بيلاروسيا.
وقال شويغو خلال مباحثات مع خرينين في مينسك (عاصمة بيلاروسيا) إن النشاط العسكري لحلف شمال الأطلسي (ناتو) قرب حدود روسيا وبيلاروسيا “يأخذ طابعا عدوانيا متزايدا، وهو ما دفع بلاده لاتخاذ إجراءات مضادة في المجال النووي”.
وقال ميخائيل غالوزين نائب وزير الخارجية الروسي إن نشر أسلحة نووية تكتيكية روسية في بيلاروسيا يتفق تماما مع الالتزامات القانونية الدولية فيما يخص منع الانتشار النووي.
وأضاف غالوزين أن مينسك انضمت إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية باعتبارها تملك هذا النوع من السلاح، وأضاف أنه لا توجد نية لدى روسيا لنقل عملية التحكم بتلك الأسلحة النووية إلى الجانب البيلاروسي.
وعلى صعيد ذي صلة، أعلن جهاز أمن الدولة الروسي اليوم الخميس إحباط ما سماها محاولة الاستخبارات الخارجية الأوكرانية ارتكاب أعمال تخريبية في محطتين روسيتين للطاقة النووية في مايو/أيار الجاري استهدفت 30 خط كهرباء.
وقال جهاز أمن الدولة في بيان إن مجموعة مخربين أوكرانيين فجرت عمود طاقة واحدا، وفخخت 4 في محطة لينينغراد للطاقة النووية، وأضاف البيان أن المجموعة زرعت عبوات ناسفة تحت 7 خطوط للطاقة في محطة كالينين للطاقة النووية في مقاطعة تفير شمال غربي روسيا.
وأوضح البيان أن السلطات الروسية أوقفت 3 أوكرانيين وروسيين جندتهم كييف لتنفيذ هذه العمليات حسب وصف البيان، لافتا إلى أنهم تلقوا تدريبات خاصة لهذا الغرض في معسكرات بمقاطعتي كييف وميكولايف في أوكرانيا، وأشار البيان إلى أنهم وصلوا إلى مقاطعة بسكوف الروسية قادمين من أوكرانيا عبر بولندا وبيلاروسيا.
وضع بيلغورود
وقال فياتشيسلاف غلادكوف حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية الحدودية مع أوكرانيا إنه جرى إنشاء 7 وحدات للدفاع الإقليمي في المقاطعة تضم نحو 3 آلاف فرد، وذلك بعد أيام من هجوم شنته بداية الأسبوع مجموعتان مسلحتان وصفتهما موسكو بالمخربين الأوكرانيين.
وأكد غلادكوف أن السلطات المحلية تدرس حاليا الخيارات القانونية لتسليح هذه الوحدات، وذلك على خلفية الهجمات المستمرة التي تتعرض لها المدن والقرى المتاخمة للحدود الأوكرانية في المنطقة.