بدأ المخرج الأسترالي الهوليودي جاستن كورزل تصوير الفيلم الجديد ” الأمر” (The order) في كالغاري بمقاطعة ألبرتا غربي كندا، وذلك برفقة اثنين من أشهر ممثلي هوليود، وهما جود لو ونيكولاس هولت من أبطال سلسلة افلام “وحوش خيالية” (Fantastic Beasts).
وكان فريق الفيلم قد وصل المنطقة منتصف مايو/أيار الماضي، ومن المقرر أن ينتهي التصوير نهاية يونيو/حزيران الجاري طبقا لجدول الإنتاج المعد سلفا من قبل الشركة المنتجة.
و”الأمر” مأخوذ عن قصة لمجموعة من الجرائم الحقيقية يعاد سردها باعتبارها “أشهر الجرائم الإرهابية” الأميركية في الداخل، والتي ارتكبت بواسطة أفراد ينتمون إلى جماعة يمينية متطرفة تدعى “إخوان الصمت”.
شجاعة نادرة
يصور صناع الفيلم “الإرهاب الأميركي” في أقسى صوره وأكثرها تطرفا، إذ يرصد مشاعر السيادة البيضاء والكراهية العمياء للسود والملونين، وكل ما هو ليس أبيض أو مسيحيا، وذلك رصد لجرائم جماعة “إخوان الصمت”.
واقتبست أحداث الفيلم الجديد من كتاب ” إخوان الصمت” (The Silent Brotherhood) للصحفيين كيفن فلين وغاري غيرهاردت، وكتب السيناريو زاك بايلن المرشح سابقا لجائزتي أوسكار وبافتا عن سيناريو فيلم “الملك ريتشارد” (King Richard) عام 2021.
وقد قص الصحفيان في كتابهما رواية من الداخل عن رابطة “إخوان الصمت” وهي أخطر مجموعة كراهية لليمين المتطرف ظهرت بالولايات المتحدة الأميركية منذ جماعة “كو كلوكس كلان” الإرهابية الشهيرة.
وادعت المجموعة أن رؤيتها تقوم على الحس الوطني الأميركي، لكن ممارساتها أكدت أنها مليشيات عنيفة ترتكب جرائم الكراهية والسلب والقتل في جميع أنحاء البلاد .
وجذبت المجموعة نسبة مخيفة من المواطنين العاديين بدعوتهم للفخر بالعرق والأسرة والدين، وإقناعهم بهمة إنقاذ أميركا المسيحية البيضاء. وتبنت المجموعة دعوى مناهضة لكل مختلف عن الأميركي الأبيض المسيحي.
الخوف
وارتكب “إخوان الصمت” سلسلة من عمليات السطو العنيفة على البنوك وعمليات التزوير وسرقة السيارات المدرعة عام 1983، مما أدى إلى إشاعة الخوف في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وتم تأسيس المجموعة بواسطة روبرت غاي ماثيوز في مزرعته الريفية بولاية واشنطن، وجميع أعضائها المعروفين الآن بالسجن أو موتى، وخلال فترة نشاطها جمعت ملايين الدولارات لمنظمات تفوق البيض.
وبالفيلم الجديد، يظهر الممثل جود لو في دور أحد عملاء البوليس الفدرالي الأميركي الذي يتوصل إلى خلية نائمة تنتمي لجماعة “إخوان الصمت” وتنشط في بلدة “كور دي أليني” الصغيرة بولاية أيداهو، ويكتشف أن الجرائم لم تكن من عمل المجرمين التقليديين ذوي الدوافع المالية بل مجموعة إرهابيين محليين خطرين.
ويشتهر المخرج كورزل بأفلام الجريمة، مع أحدث أفلامه “نيترام” (Nitram) الصادر عام 2021، الذي يعرض التفاصيل التي أدت لمذبحة عبر حادثة إطلاق نار جماعي وقعت في 28 أبريل/نيسان 1996 في بورت آرثر، وهي مدينة سياحية بولاية تسمانيا الأسترالية.