أعلن وزيرا الداخلية والاتصالات في حكومة الاحتلال فرض عقوبات على صحيفة “هآرتس” العبرية، بسبب تصريحات مالكها عاموس شوكين الذي انتقد فيها سياسة إسرائيل بحقّ الفلسطينيين.
وقال شوكين في مؤتمر رعته الصحيفة في لندن بعنوان: “إسرائيل بعد 7 أكتوبر: حليفة أم وحيدة؟”، إنّ إسرائيل تُطبّق نظام فصل عنصري “آبرتهايد” في الأراضي الفلسطينية.
وشدّد على أنّ الأوضاع في فلسطين لا يُمكن وصفها إلا بـ”نكبة ثانية”، مؤكدًا أنّ الاحتلال الإسرائيلي بات عبئًا على جميع الأطراف.
وأضاف أنّ الفلسطينيين الذين تصفهم إسرائيل بـ”الإرهابيين”، هم “مقاتلو حرية”.
دعا لفرض عقوبات على الإسرائيليين
ورأى عاموس شوكين أنّ معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي تتطلّب موقفًا حاسمًا من المجتمع الدولي، داعيًا إلى فرض عقوبات دولية على الحكومة الإسرائيلية، وقادتها ومستوطنيها من الذين يعرقلون الحقوق الفلسطينية، وتحديدًا على وزيرَي الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش.
وقال: “يجب إنشاء دولة فلسطينية، وأعتقد أنّ الطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي فرض عقوبات على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وضد القادة الذين يعارضون هذا التوجّه وضد المستوطنين”.
وتُعتبر صحيفة “هآرتس” واحدة من الصحف الإسرائيلية، التي غالبًا ما تنتقد الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بالسياسات تجاه الفلسطينيين.
انتقادات أخرى
كما أدلى متحدّثون آخرون في المؤتمر بتصريحات منتقدة لإسرائيل، حيث قال ميك ديفيس الرئيس التنفيذي السابق لحزب المحافظين وزعيم مجلس القيادة اليهودية، إنّ “التهديد الوجودي لإسرائيل داخلي بالكامل وليس خارجيًا”.
بدوره، رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، الذي شارك في حلقة نقاش في المؤتمر، أنّ حرب غزة كان يجب أن تنتهي قبل أشهر، مضيفًا أنّ “على إسرائيل أن تنسحب بشكل كامل من غزة، وأن تبدأ فورًا في المفاوضات من أجل حل الدولتين”.
وأفادت القناة 14 العبرية اليوم الخميس، بأنّ وزارة الداخلية الإسرائيلية قررت وقف تعاونها مع صحيفة “هآرتس” بسبب تصريحات ناشرها.
وقالت وزارة الداخلية الإسرائيلية في كتاب رسمي، إنّ “هذه التصريحات تُشير إلى انفصال خطير عن القيم الأساسية، لا سيما وأنّ إسرائيل تشن حربًا غير عادلة، والتي بدأت في أعقاب الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر”، على حد تعبيرها.
وفي خطوة مماثلة، أعلن رئيس بلدية نيشر بالقرب من حيفا اليوم الخميس، أنّه سيقطع العلاقات مع الصحيفة.