في تعبير جديد عن احتجاجها على العدوان المستمر على غزة، قررت الحكومة الإسبانية وبأثر فوري إلغاء صفقة أسلحة كان من المفترض تسليمها من قبل شركة إسرائيلية لصالح وزارة الداخلية.
وسبق أن قالت إسبانيا في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إنها ستوقف مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل عندما بدأت إسرائيل عدوانها على غزة منذ أكثر من عام، والذي أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى.
وإسبانيا واحدة من أشد المعارضين داخل الاتحاد الأوروبي للعدوان الإسرائيلي على غزة ومؤخرًا على جنوب لبنان، فقد حثّ رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين قبل أسبوعين على الاستجابة لطلب إسبانيا وأيرلندا تعليق اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد وإسرائيل، بسبب أفعالها.
إسبانيا تلغي صفقة شراء أسلحة من شركة إسرائيلية
وتتمثل الصفقة الملغاة التي تصل قيمتها إلى 7 ملايين دولار في 15 مليون رصاصة للمسدسات من عيار 9 ملليمترات، كان من المقرر أن تنتجها شركة غارديان القابضة الإسرائيلية من خلال وحدتها الإسبانية “ديفينس آند هوملاند سكيوريتي”.
وقالت وزارة الداخلية الإسبانية في بيان: “الحكومة الإسبانية لا تزال على تعهدها بعدم بيع أسلحة لإسرائيل منذ بداية الصراع المسلح في أراضي غزة.. ورغم أن الأمر في هذه الحالة يتعلق بشراء ذخيرة، فإن وزارة الداخلية بدأت في الإجراءات الإدارية لإلغاء عملية الشراء”.
وأضافت أنه سيتم استبعاد الشركات الإسرائيلية من أي مناقصات لم يتم البتّ فيها بعد.
وجاءت خطوة الحكومة الإسبانية، بعد أيام من إحالة العقد للشركة المذكورة من قبل وزارة الداخلية في البلد الأوروبي، التي سارعت إلى الإعلان عن إلغائه فورًا، فضلًا عن استبعاد الشركات الإسرائيلية من المشاركة في العطاءات المستقبلية، ما دامت الحرب مستمرة في غزة.
في المقابل، رأى الإعلام العبري أن هذه الخطوة تجسد استمرار تدهور العلاقات مع مدريد، التي لم تكتفِ بفرض حظر على الأسلحة المصدرة لإسرائيل، بل إنها منعت كذلك رسو سفن تحمل معدات عسكرية متجهة نحوها، بالتزامن مع تحرك مدريد أوروبيًا لفرض عقوبات على تل أبيب.
وكانت إسبانيا التي اعترفت في الآونة الأخيرة بدولة فلسطين، قد غصّت مدنها الكبرى على مدار أشهر بمظاهرات منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة، لتكون في طليعة البلدان التي جرّبت معظم وسائل الضغط الكفيلة بوقف مسلسل الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في القطاع.
إسبانيا تلغي مشاركة إسرائيل في المعرض الدولي للدفاع والأمن
وأمس الخميس، أعلنت إسبانيا أنها لن تسمح لإسرائيل وشركاتها بالمشاركة في المعرض الدولي الرابع للدفاع والأمن (FEINDEF) المقرر إقامته في العاصمة مدريد عام 2025.
وقالت وزيرة الدولة لشؤون الدفاع الإسبانية أمبارو فالكارسي، في بيان: إنه “لن تكون هناك مشاركة مؤسسية في المعرض من إسرائيل أو أي شركة إسرائيلية”.
وأضافت أن إسبانيا ملتزمة بالسلام والأمن في فلسطين ولبنان وتحترم القانون الإنساني الدولي، وأنه لا يمكن للمعرض “أن يقف غير مبالي بهذا الأمر”.
وأوضحت أن السبب الكامن وراء قرار استبعاد إسرائيل من (FEINDEF)، أكبر معرض دفاعي في إسبانيا، هو “الاحتجاج على الهجمات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان”.
وأردفت أن قرار الاستبعاد جاء أيضًا بسبب مهاجمة جنود إسرائيليين مجموعة دولية من بينهم إسبانيون في الضفة الغربية.
جدير بالذكر أن معرض (FEINDEF)، الذي يُصنف بين أكبر 10 معارض دفاعية في العالم، سيقام في مدريد بين 12 و14 مايو/ أيار 2025، بمشاركة أكثر من 400 شركة دفاعية.