كلما استمرت ساعات الحرب كشفت الأيام عن أساليب وحشية استخدمها أو يستخدمها الجيش الإسرائيلي في عدوانه المتواصل على غزة، ومنها استخدام المعتقلين الفلسطينيين دروعًا بشرية في جغرافيا مختلفة من مدن القطاع.
ويتعرض قطاع غزة لعدوان إسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، والذي أسفر عن الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، إضافة إلى دمار واسع في البنى التحتية والأبنية السكنية والمرافق العامة والخاصة.
إسرائيل تستخدم الفلسطينيين دروعًا بشرية
ووفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، استخدمت إسرائيل الفلسطينيين دروعًا بشرية بحسب إفادات جمعها جنود إسرائيليون سابقون لصالح منظمة “كسر الصمت” الإسرائيلية، يعترفون فيها بأن الجيش أجبرهم على أداء مهام خطيرة لحماية الجنود من المخاطر، بحسب ما ورد في نص التصريح.
والإشارة هنا لإجبار المعتقل على السير مقيدًا ومعصوبَ العينين بين الأنقاض للبحث عن متفجرات زرعتها حماس، أو اكتشاف أسلاك متصلة بالمتفجرات.
وبحسب الصحيفة الأميركية، أكد شهود إجبارهم على دخول مبان يشتبه بأنها تحتوي على متفجرات والتقاط صور لتأمين الجنود الإسرائيليين قبل دخولهم، مضيفين أنهم تعرضوا للإيذاء الجسدي والتهديد بالقتل.
عمليات استطلاع خطيرة
وتشمل مهام الدروع البشرية، بمفهوم الجيش الإسرائيلي، عمليات الاستطلاع الخطيرة التي تتضمن البحث عن أنفاق وأماكن يصعب على الجنود دخولها، بالإضافة إلى نقل خزانات المياه أو العوازل الأخرى التي قد توضع فوق فوّهات الأنفاق.
وقال الجنود الذين أدلوا بإفاداتهم أيضًا إنّ هذه العمليات تتم بشكل منظم وتحت إشراف مباشر من قيادات الجيش بذريعة حماية حياة الجنود. فيما لم يعلق الجيش الإسرائيلي رسميًا على هذه التصريحات.
وفي السابقات التاريخية، حظرت المحكمة العليا الإسرائيلية استخدام الدروع البشرية عام 2005، في حكم موسع يمنع هذا الإجراء خاصة بعد استخدام الجيش الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين كدروع بشرية، من أجل اقتحام منازل من تصفهم تل أبيب بالمسلحين لاعتقالهم أو قتلهم.