Published On 8/9/2025
|
آخر تحديث: 08:56 (توقيت مكة)
اكتشف باحثون دواء جديدا من الممكن أن يصبح سلاحا قويا في مواجهة سرطانات الرأس والرقبة، ويهاجم الدواء الجديد الخلايا السرطانية من الداخل عن طريق إتلاف الميتوكوندريا، وهي مصانع الطاقة في الخلايا.
أجرى الدراسة باحثون من مركز هولينغز للسرطان التابع لجامعة مسيسيبي في ساوث كارولينا بالولايات المتحدة، ونشرت النتائج في مجلة أبحاث السرطان (Cancer Research)، في الأول من سبتمبر/ أيلول الحالي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
يهدف فريق البحث لكبح نمو الورم في سرطان الخلايا الحرشفية في الرأس والرقبة، وهو سرطان يتطور في الخلايا المبطنة للرأس والرقبة، مثل الأنف والفم والحلق.
ويعتبر هذا النوع الشديد العدوانية من السرطان مقاوما للعلاج، ويشهد عدد كبير من المرضى الذين يتلقون العلاجات المتاحة حاليا عودة السرطان، وحتى عندما تكون هذه العلاجات فعالة يمكن أن يكون لها آثار جانبية حيث تقضي على الخلايا غير السرطانية والسرطانية على حد سواء، وتسبب آثارا جانبية منهكة.
طوّر الباحثون واختبروا مركبا جديدا يسمى إل سي إل 768 (LCL768) وهو شكل مصنّع من السيراميد (جزيء دهني موجود طبيعيا في الخلايا).
تعد السيراميدات مهمة لأداء وظائف الخلايا السليمة، وقد ثبت أنها تحفّز موت الخلايا تحت الضغط، تعاني خلايا العديد من سرطانات الرأس والرقبة من نقص في هذه الدهون المفيدة، مما يعزز النموّ العدواني للأورام.
تعتمد فعالية الدواء على قدرته على زيادة مستويات سيراميد محدّد يسمى “سيراميد سي 18” (C18-ceramide) داخل ميتوكوندريا الخلايا السرطانية.
تجفيف مصادر الطاقة
تبدأ عملية تسمى الالتهام الذاتي (mitophagy) عندما ترتفع مستويات سيراميد سي 18، وتزيل الخلايا فيها الميتوكوندريا التالفة أو غير الضرورية.
يعتمد نمو الخلايا السرطانية بشكل كبير على الميتوكوندريا، وعندما تدمّر، تنفد طاقة الخلايا السرطانية وتموت.
وقال الدكتور بسيم أوغريتمن، المدير المساعد للعلوم الأساسية في هولينغز الذي قاد الدراسة: “يقطع إل سي إل 768 بشكل أساسي إمداد الخلايا السرطانية بالطاقة، بمجرد اختفاء الميتوكوندريا، لا تستطيع الخلايا النمو أو البقاء على قيد الحياة”.
عطّل إل سي إل 768 مسارا أيضيا رئيسيا بالإضافة إلى تحطيمه للميتوكوندريا، وقد فعل ذلك عن طريق حجب الفومارات (fumarate)، وهو جزيء مهم في دورة طاقة الخلية، ومن دون الفومارات يضعف إنتاج الخلايا السرطانية للطاقة، وقد أدى تضافر تراكم سيراميد سي 18 ونضوب الفومارات معا إلى هجوم مزدوج أدى إلى موت الخلايا السرطانية.
وأوضح أوغريتمن: “تكشف نتائجنا عن ضعف أيضي في هذه الخلايا السرطانية، بتحفيز عملية التهام الميتوكوندريا ونضوب الفومارات، أوقف إل سي إل 768 آليات بقاء الخلايا السرطانية على جبهتين، مستهدفا كلا من الميتوكوندريا والاستقلاب”.
اختبر الفريق إل سي إل 768 في نماذج فئران مصابة بسرطان الرأس والرقبة وأورام مزروعة في المختبر مصنوعة من أنسجة مرضى حقيقية، وفي كلتا الحالتين أدى الدواء إلى زيادة كبيرة في سيراميد سي 18 في الميتوكوندريا.
وأظهرت الخلايا السرطانية بعد العلاج علامات واضحة على الالتهام الذاتي والانهيار الأيضي، مما أدى إلى تباطؤ نمو الورم. ودعما لهذه النتيجة، عكس تزويد الخلايا بالفومارات التأثيرات المثبطة لـ إل سي إل 768 بشكل شبه كامل، مما أدى إلى نمو الأورام بسرعة.