في عالم التغذية الصحية، يزداد الاهتمام بالاستفادة من المكونات الطبيعية الكاملة للأطعمة، بما في ذلك الأجزاء التي يستغنى عنها عادة أثناء الطهو. ومن بين هذه المكونات المهملة التي بدأت تلفت أنظار خبراء التغذية بذور الفلفل الحلو، والتي غالبا ما تُزال وتُرمى دون التفكير في قيمتها الغذائية العالية.
وبينما يركز كثيرون على لون الفلفل وطعمه، تؤكد أبحاث غذائية حديثة أن لبذوره فوائد صحية متعددة تجعلها تستحق مكانا على موائدنا، إذا ما تم تناولها باعتدال وبطريقة صحيحة.
خبيرة تغذية: لا ترمِ بذور الفلفل الحلو!
في هذا السياق، أوصت خبيرة التغذية الألمانية هانا زايسيغ بعدم التخلص من بذور الفلفل الحلو بعد تقطيعه، مؤكدة أنها غنية بالألياف الغذائية التي تساعد في تعزيز الهضم، كما تُطيل من الإحساس بالشبع، وذلك يجعلها مفيدة لمن يسعى للتحكم في الوزن أو تحسين نمط التغذية اليومي.
وأضافت زايسيغ أن بذور الفلفل الحلو تُعد أيضا مصدرا جيدا للأحماض الدهنية غير المشبعة، والتي تؤدي دورا مهما في دعم عملية استقلاب الدهون، ومن ثم الإسهام في خفض مستويات الكوليسترول الضار في الجسم.
مركبات نباتية تحمي من الأمراض
لا تتوقف فوائد بذور الفلفل الحلو عند حدود الهضم أو الدهون، بل تمتد لتشمل مجموعة من المركبات النباتية الثانوية المهمة، مثل الكاروتينات والبوليفينولات، المعروفة بتأثيراتها المضادة للأكسدة والمقاومة للالتهابات والميكروبات.
ووفقا لزايسيغ، فإن هذه المركبات تلعب دورا وقائيا من أمراض مزمنة مثل السمنة، وداء السكري، وبعض أنواع السرطان، مما يجعل استهلاكها حتى بكميات بسيطة خطوة ذكية في تحسين الصحة العامة والوقاية من الأمراض.
تحذير من بذور الفلفل الحار
لكن في المقابل، حذّرت الخبيرة الألمانية من الاستهلاك العشوائي لبذور الفلفل الحار، مشيرة إلى أنها تحتوي على مادة “الكابسيسين”، وهي المادة الفعالة التي تمنح الفلفل حرارته المعروفة.
ورغم أن الكابسيسين قد يكون مفيدا في بعض الاستخدامات العلاجية، فإن تناوله بكميات كبيرة أو من دون تحكم قد يؤدي إلى تهيج الفم والجهاز الهضمي، خاصة لدى الأشخاص ذوي المعدة الحساسة. لذلك، يُوصى بالاكتفاء بكميات قليلة جدا من هذه البذور، ويفضل تجنّبها عند الطهو اليومي لمن لا يتحمل الطعم الحار أو من يعاني من مشكلات هضمية.
أما لمن يرغب في الاستفادة من بذور الفلفل الحلو، يمكن إضافتها إلى السلطات بعد غسلها وتجفيفها، أو طحنها وإدخالها في تتبيلات الطعام، كما يمكن تجفيفها وحفظها كتوابل طبيعية تُضاف إلى الحساء أو أطباق الحبوب. أما في حالة الفلفل الحار، فيجب التعاطي معه بحذر شديد وتذوق كميات ضئيلة قبل استخدامه ضمن مكونات الوجبة.