يعاني كثير من الناس من صعوبات في النوم تؤثر سلبا على صحتهم النفسية والجسدية. وبينما يلجأ البعض إلى الأدوية أو العلاجات التقليدية، تشير دراسات حديثة إلى أن ممارسة الرياضة قد تكون وسيلة طبيعية وفعالة للتغلب على الأرق وتحسين جودة النوم.

فقد أظهرت أبحاث أبرزها موقع “أبونيت.دي” أن أنشطة مثل اليوغا، والتاي تشي، والمشي، والركض، تترك أثرا ملموسا على مدة النوم وجودته، بل وتتفوق في بعض الحالات على وسائل العلاج الدوائي.

وفي هذا السياق، قام فريق بحثي بتحليل نتائج 22 دراسة علمية شارك فيها ما مجموعه 1348 شخصا يعانون من الأرق، وتضمنت الدراسات 13 نوعا من العلاجات المختلفة، كان من بينها أنشطة بدنية مثل اليوغا، والتاي تشي، والمشي، والركض، إلى جانب تمارين لتقوية العضلات وزيادة القدرة على التحمل.

نتائج فعالة للرياضة في تحسين النوم

نتائج التحليل أظهرت أن بعض الأنشطة الرياضية أسهمت في تحسين مؤشرات النوم لدى المشاركين بشكل يفوق ما حققته بعض الأساليب التقليدية، وجاءت أبرز النتائج كالتالي:

  • اليوغا: ساعدت على زيادة إجمالي مدة النوم بنحو ساعتين، وقللت من الوقت الذي يحتاجه الشخص للخلود إلى النوم بحوالي 30 دقيقة.
  • المشي والركض: أسهما في تقليل شدة الأرق بوضوح، وساعدا على تحسين نوعية النوم لدى المشاركين.
  • التاي تشي: أدى إلى زيادة مدة النوم بما يزيد عن 50 دقيقة، وقلل الوقت اللازم للغفوة بحوالي 25 دقيقة، كما خفف من فترات الاستيقاظ أثناء الليل.

ما سر فعالية هذه الرياضات تحديدا؟

الباحثون سعوا إلى فهم الأسباب الكامنة وراء هذا التأثير الإيجابي، وأوضحوا أن كل نوع من هذه الرياضات يمتاز بخصائص فسيولوجية ونفسية تسهم في تحسين النوم بعدة آليات:

  • اليوغا تحفّز الوعي الجسدي، وتعزز التحكم في التنفس والانتباه، مما يُحدث تغييرات إيجابية في نشاط الدماغ. كما تساعد على تخفيف أعراض القلق والاكتئاب، وهما من أبرز العوامل التي تؤثر سلبا على النوم العميق والمريح.
  • المشي والركض يرفعان مستوى استهلاك الطاقة ويخفضان إنتاج هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، كما يعززان إنتاج هرمون الميلاتونين، المسؤول عن تنظيم إيقاع النوم.
  • التاي تشي يجمع بين حركات تأملية وتنفس منتظم يؤدي إلى خفض نشاط الجهاز العصبي الودي، المسؤول عن فرط اليقظة. هذا التأثير يساهم في الاسترخاء الذهني والجسدي، ويقلل من اجترار الأفكار السلبية، كما يساعد على تنظيم المشاعر وتقليل إنتاج المواد المحفزة للالتهابات، والتي قد تكون مرتبطة باضطرابات النوم المزمنة.
شاركها.
Exit mobile version