يمتلك البعض وجوها تبدو ممتعضة بشكل طبيعي حتى رغم عدم شعورهم بأي مشاعر سلبية، ويعاني من يبدو وجهه كذلك من ترك انطباع خاطئ عند الآخرين بأنه شخص عدائي أو غاضب أو قلق، ويشعر الآخرون بالقلق منه ويتجنبونه بسبب انطباعهم عنه أنه شخص هجومي، رغم أن ذلك ليس صحيحا على الإطلاق، فقد يكون مستغرقا في التفكير فقط أو لا يشعر بشيء محدد.
فإذا كنت تتلقى الأسئلة طوال الوقت من قبيل: لماذا تبدو ضجرا أو متكبرا أو على وشك قتل أحدهم؟ فليس هذا خطأك ولست بمفردك، فحتى المشاهير الذين ينتبهون بشكل كبير إلى مظهرهم أمام الكاميرات يعاني بعضهم مما تعاني منه، ومن أشهرهم الملكة الراحلة إليزابيث الثانية والطباخ غوردون رامزي.
وقالت الطبيبة النفسية كيم جيلبي في مقالها بموقع “هاف بوست” (HuffPost) إن الأمر جذب انتباهها بعدما ذكر بعض مرضاها أن تعابير وجههم سببت لهم العديد من المشاكل.
ويساهم العديد من العوامل في جعل تعابير الوجه لا تتماشى مع الحالة النفسية والعقلية الفعلية للشخص؛ بعضها عوامل طبيعية تتعلق بالشخص وحقيقته، وبعضها يتعلق بالمجتمع، وفي كل الأحوال يمكن التغلب على هذه المعاناة بدون البحث عن عمليات زرع وجه جديد.
تعرف على الأسباب والحلول المقترحة.
إشارات بسيطة
سعى الباحثان في العلوم السلوكية جيسون روجرز وآبي ماكبث إلى تحديد سبب معاناة البعض من تعابير الوجه الممتعضة، وتعاونا في دراسة لهما مع شركة لتكنولوجيا المعلومات لتطوير برنامج يفحص الوجوه من خلال كاميرا مباشرة أو صورة فوتوغرافية أو مقطع فيديو، ثم يحلل الصورة ويحدد من خلال تعابير وجوههم ما يشعرون به من ضمن 8 مشاعر إنسانية: السعادة، والحزن، والغضب، والخوف، والمفاجأة، والاشمئزاز، والازدراء، والحيادية.
وأظهر البرنامج أن وجوه بعض الأشخاص توحي بشعورهم بالازدراء، رغم أن صورهم التي عرضت كانت في حالة محايدة ولا يشعرون خلالها بأي مشاعر سلبية.
وأرجع الباحثان ذلك إلى بعض الإشارات الخفية في وجوههم؛ مثل تراجع أحد جانبي الشفاه قليلا وتحديق العينين، ورغم أنها إشارات بسيطة جدا إلا أن البرنامج كشفها وفسرها كما تفسرها أدمغتنا البشرية.
طبيعة ملامح الوجه
الحواجب المائلة والثقيلة، أو الجبين المجعد، أو العين العميقة، أو النظرة الحادة بشكل طبيعي يمكن أن تجعل الشخص يبدو أكثر غضبا مما هو عليه.
كما تجعل العيون الكبيرة الأشخاص يبدون كأنهم يشعرون بالقلق أو الذهول، رغم عدم شعورهم حقيقة بذلك، كما توحي الشفاه المنحنية بشكل طبيعي أن صاحبها كأنه عابس.
المعايير الاجتماعية
أشارت جيلبي إلى أن تعابير الوجه الممتعضة مرتبطة بالنساء أكثر من الرجال، في حين أظهر البرنامج المطور أن تعابير الوجه التي تعطي انطباعا خاطئا توجد عند الذكور والإناث بقدر متساو، ولذلك ارتباط هذه الفكرة بالنساء ليس له علاقة بفيزيولوجيا الوجه.
وأرجعت جيلبي ذلك إلى المعايير الاجتماعية التي تتوقع من النساء أن يكن مبتسمات دائما، ولذلك قد تعطي المرأة غير المبتسمة انطباعا وكأنها منزعجة أو ليست على ما يرام.
الضغوطات النفسية
وأوضحت جيلبي بعض الأسباب النفسية التي قد تجعل البعض يبدون غاضبين بينما هم ليسوا كذلك، ومنها الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، أو التعرض للصدمات أو الإهمال أو التعامل بشكل وثيق مع شخص مصاب بالاكتئاب أو القلق.
ومثل باقي عضلات الجسم، يمكنك تصحيح تعابير وجهك وتدريبها على الابتسام أو الاسترخاء حتى يبدو وجهك ودودا أكثر، وهذه بعض النصائح والحيل البسيطة لمساعدتك:
عالج السبب
إذا كنت تشعر بالتوتر أو الغضب أو الحزن بشكل متكرر، فقد يظهر ذلك على تعابير وجهك بشكل تلقائي، ولذلك عند معالجة السبب الحقيقي وراء مشاعرك السلبية، ستتغير تعابير وجهك أيضا مع تحسن حالتك المزاجية.
تدرب على تعابير وجه جديدة
إذا كنت تبدو مستاء في حالتك الطبيعية فستحتاج إلى مراقبة تعابير وجهك وتعديلها بشكل واع حتى يتغير شكل وجهك التلقائي.
ولتحقيق ذلك، عليك التحقق من تعابير وجهك بتوجيه انتباهك لها بشكل متكرر، خاصة خلال وجودك في الأماكن التي لا تشعر بها بالارتياح، وكلما انتبهت لذلك، قم بإرخاء عضلات وجهك، وفتح عينيك، وإرخاء فكك قليلا.
انتبه للغة جسدك
يمكن أن تغذي جوانب أخرى من لغة جسدك الانطباع الذي يخلقه وجهك، وبالتالي يساعد تعديل هذه الجوانب في ترك انطباع أفضل. حاول الانتباه إلى طريقة المشي والجلوس ونظرتك للآخرين ومصافحتك لهم وباقي لغة جسدك.
ارسم ابتسامة خفيفة
حاول رسم ابتسامة خفيفة على وجهك كلما انتبهت له، إذ تساعدك هذه الابتسامة على الظهور بشكل مرحّب وودود، كما تعزز هذه الابتسامة الصغيرة مستويات السعادة، إذ إن لدى تعابير الوجه تأثيرا كبيرا على مزاجنا، وفق ما أوضح الباحث آبي ماكبث.
ضع لسانك على سقف فمك
واحدة من الحيل السهلة التي يُنصح بها لمن يعانون من تعابير وجه غاضبة هي لصق مقدمة اللسان في سقف الفم خلف الأسنان الأمامية، إذ تساعد هذه الحركة البسيطة في إرخاء عضلات الوجه وجعله يبدو أقل امتعاضا.
ويساعد تعديل تعابير الوجه على الشعور بأمان أكثر خلال التفاعلات الاجتماعية وعدم الخوف من ترك انطباع سيئ عند الآخرين بدون سبب، أو سماع تعليقات مزعجة حول مظهر وجهك، ومع الوقت والتدريب ستشعر بتغيرات إيجابية في تفاعلاتك الاجتماعية.