تشهد فرنسا أزمة مستمرة بشأن ارتداء الحجاب، لعلها تتعدى قضية منع الرموز الدينية في المؤسسات الحكومية والأماكن الرسمية.
وأثار إعلان ترويجي يظهر فيه برج “إيفل” الشهير “مرتديًا” حجابًا إسلاميًا جدلًا واسعًا في البلاد، يتهم بانتهاك المبادئ العلمانية في فرنسا.
ما قصة علامة “ميراشي”؟
علامة الملابس الهولندية “ميراشي” متخصصة في الملابس “المحتشمة” وتعود لشابة تدعى ندى ميراشي، تعمل حاليًا من خلال متجر إلكتروني في فرنسا، وتروج لمنتجاتها، لا سيما خلال شهر رمضان، والتي تشمل العباءات والحجاب والفساتين الطويلة.
وخرج القائمون على الترويج لهذه العلامة بفكرة جديدة للترويج لقطعهم، وهي عبارة عن مقطع فيديو معدل رقميًا يظهر فيه برج إيفل متوشحًا بالعباءة والحجاب من علامة ميراشي.
كما أرفقت الشركة المقطع مع عبارة “برج إيفل يرتدي لباسًا من ميراشي. ما شاء الله، يبدو أنه انضم أخيرًا إلى عالم الموضة المحتشمة”.
وأرفقت العلامة التجارية إعلانها أيضًا بتعليق يقول: “حكومة فرنسا تكره رؤية ميراشي قادمة”؛ وهو ما أثار توقعات بافتتاح متجر لها قريبًا في فرنسا التي تحظر تشريعاتها ارتداء النقاب في الأماكن العامة والحجاب في المؤسسات الحكومية.
وحصد الفيديو أكثر من مليونَي ومئة ألف مشاهدة في وقت قصير، كما أثار ردود فعل واسعة بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بين مشيد بالفكرة، ومستنكر لها خاصة في أوساط اليمين المتطرف الفرنسي.
وقالت ليزيت بوليه، النائبة عن حزب التجمع الوطني الفرنسي، إنه “من غير المقبول أن يتم التلاعب برمز فرنسا من قبل علامة ميراشي التي غطته بحجاب إسلامي”، معتبرة الفيديو “إعلانًا استفزازيًا”.
من جانبه، اعتبر عضو البرلمان الفرنسي جيروم بويسون أن الفيديو يعكس “مشروعًا سياسيًا مرعبًا واستفزازًا غير مقبول”، داعيًا إلى مساءلة الشركة.
جدل كبير
ومع احتدام الجدل نشرت صاحبة العلامة التجارية ندى ميراشي توضيحًا في محاولة للنأي بنفسها عن السياسة.
وقال البيان: “أساء البعض في فرنسا تفسير الحملة وذهبوا إلى إطلاق مزاعم لا صحة لها بأنها تمثل محاولة من المسلمين للسيطرة على أوروبا”.
وتابعت: “إنها ببساطة حملة تسويقية لا أكثر. من المدهش كيف يمكن لإعلان بسيط أن يتحول إلى قضية سياسية”.
وعلّق صانع المحتوي أحمد عبد الجواد: “اللافت هنا أن “ميراشي” بتسوق مش بس لمنتج، لكنها بتبيع فكرة، وبتستغل مساحة الجدل لصالحها”.
وأردف: “لو فكرنا بمنطق التسويق، فده أنجح حملة إعلانية ممكن تتعمل: إعلان بسيط، رمزي، لكن تأثيره تخطى مجرد البيع ليخلق موجة نقاش تتجاوز حدود فرنسا”.
أما سمر حمدي فرأت في منشورها أن فكرة الإعلان مبدعة. بينما كتب قيس الرواشدة: “هاد مجرد إعلان ومعتبره النائب مخطط مشروع سياسي مرعب”.
بدوره صانع الأفلام أحمد الطيب، قال “لماذا يثير الجدل؟ هل لأنه من غير المسموح الخروج عن النموذج الأوروبي”.