أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان استعداد أنقرة لاستضافة “مفاوضات شاملة” لإنهاء الصراع الدائر في السودان، بينما ذكرت وسائل إعلام رسمية في مصر أن سفينة حربية مصرية وصلت إلى ميناء مصري على البحر الأحمر وعلى متنها أكثر من 400 شخص من المصريين والأجانب العالقين في السودان.
وذكرت وكالة الأناضول أن أردوغان بحث هاتفيا مع البرهان، اليوم الثلاثاء، التطورات الأخيرة في السودان.
وأبلغ الرئيس التركي رئيس مجلس السيادة السوداني أنه في حالة التوصل إلى قرار بدء مفاوضات شاملة في السودان فإن أنقرة مستعدة لاستضافتها، وذلك في وقت تستمر فيه مفاوضات بين طرفي الصراع في السودان في مدينة جدة السعودية، من دون حدوث أي تقدم.
وأعرب الرئيس التركي عن شكره لحكومة السودان على تقديمها الدعم للسفير والجالية التركية، وموافقتها على نقل السفارة التركية من الخرطوم إلى بورتسودان شمال شرقي السودان.
وطلب أردوغان في الاتصال الهاتفي مع البرهان المساعدة في نقل بقية الجالية التركية من الخرطوم ونيالا (جنوب غرب) إلى بورتسودان.
سفينة مصرية
في الأثناء، أوردت الصفحة الرسمية لمحافظة البحر الأحمر المصرية في فيسبوك عن المحافظ عمرو حنفي قوله إن سفينة حربية مصرية أقلّت 466 شخصا من السودان، ضمنهم 272 مصريا و184 سودانيا و5 بريطانيين و3 روانديين وأميركي واحد.
وذكرت وكالة رويترز أن السفينة المصرية تشارك في جهود إجلاء الفارّين من الصراع في السودان، وقد وصلت إلى ميناء سفاجا المصري المطل على البحر الأحمر، قادمة من ميناء بورتسودان.
وقالت وسائل إعلام مصرية إن هذه أول سفينة مصرية تنقل عالقين من السودان.
وكان آلاف المواطنين المصريين قد عبروا الحدود البرية المصرية السودانية منذ بدء الاشتباكات في السودان في منتصف الشهر الماضي، كما أعادت مصر مئات العالقين من مواطنيها جوا.
وفي سياق متصل، قال متحدث باسم منظمة الهجرة الدولية (تابعة للأمم المتحدة) اليوم الثلاثاء إن أكثر من 700 ألف شخص هم الآن من النازحين في السودان جراء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع، وأضافت المنظمة أن عدد النازحين تضاعف في الأسبوع الماضي.
الوضع الميداني
وقال الجيش السوداني مساء الاثنين إن الموقف مستقر في جميع ولايات البلاد، ما عدا بعض الاشتباكات مع قوات الدعم السريع التي يصفها الجيش بالمليشيا المتمردة.
وأضاف الجيش -في بيان- أن قواته اشتبكت مع مجموعة من الدعم السريع في منطقة الخرطوم بحري (شمال العاصمة)، ودمرت 4 عربات مسلحة لهذه المجموعة.
واتهم الجيش “الدعم السريع” بالاستمرار في “أعمال نهب البنوك والمحلات التجارية وممتلكات المواطنين”.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني باتباع سياسة الأرض المحروقة -حسب تعبيرها- بقصف جميع مدن ولاية الخرطوم بالطيران والمدافع.
وقالت -في بيان- إن اتهام الجيش للجان المقاومة بمساندة قوات الدعم السريع هو استمرار في حملة الأكاذيب.
وأعلنت قيادة قوات الدعم السريع أمس الاثنين أن 130 فردا من الجيش السوداني بقيادة لواء سلموا أنفسهم بسبب حصار القيادة العامة للجيش في الخرطوم.
مفاوضات جدة
وقال قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة -في تصريحات تلفزيونية- إن المفاوضات الجارية في السعودية “لن تجدي نفعا دون وقف إطلاق النار”.
وأضاف البرهان أنه يمكن بحث تسوية الصراع بعد التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في الخرطوم، محذرا من أن الحرب “ستنتشر إلى بقية أنحاء البلاد إذا حدث تصدع في العاصمة”.
وفي وقت سابق، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن دبلوماسي سعودي قوله إن مفاوضات وقف إطلاق النار الجارية في جدة لم تحرز “تقدما كبيرا”.
ومنذ اندلاع المواجهات في 15 أبريل/نيسان الماضي تشهد العاصمة السودانية حالة من الفوضى ناجمة عن المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وتلبية لمبادرة سعودية-أميركية، أرسل القائدان العسكريان ممثلين عنهما إلى مدينة جدة السبت الماضي لعقد مباحثات وصفتها واشنطن والرياض “بالمحادثات الأولية”.
وأفاد الدبلوماسي السعودي بأن “الوقف الدائم لإطلاق النار ليس مطروحا على الطاولة. كل جانب يعتقد أنه قادر على حسم المعركة”.
وقال السفير دفع الله الحاج مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني إن الحكومة تبحث حاليا مع ممثلي الدعم السريع سبل وقف إطلاق النار وموضوع الممرات الإنسانية فقط دون التطرق إلى أي مسائل سياسية.
اقتتال قبلي
وفي سياق منفصل، أعلن والي ولاية النيل الأبيض (جنوب) عمر الخليفة حظرا للتجول مساء أمس داخل مدينة كوستي عاصمة الولاية؛ بعد أحداث عنف قبلي وقعت الاثنين وأسفرت عن 16 قتيلا وجرح أعداد كبيرة من أطراف المواجهات وحرق منازل.
وطبقا لأمر الطوارئ الصادر عن الوالي، فإن أحداثا قبلية وقعت بين قبيلتي الهوسا والنوبة في أحد أحياء كوستي التي تبعد نحو 300 كيلومتر جنوبي الخرطوم.