شهدت العاصمة السورية دمشق الأسبوع الماضي، زيارة وفد من اليهود السوريين المغتربين في الولايات المتحدة، في خطوة حظيت باهتمام إعلامي عكس عراقة التمازج بين مكونات الشعب السوري على مر التاريخ.
لكن الزيارة أثارت في المقابل جدلًا واسعًا بسبب الحاخام اليهودي الأميركي آشر لوبيتان المعروف بعدائه للفلسطينيين والداعم للاستيطان الإسرائيلي.
واليوم عاد الجدل من جديد مترافقًا بحملة استياء على منصات التواصل الاجتماعي والسبب هذه المرة يعود إلى ظهور صحافي إسرائيلي يقول إنه في زيارة إلى دمشق.
فإيتاي أنغيل هو صحافي إسرائيلي مشهور في إسرائيل، أعلن وجوده في سوريا من خلال صورة يظهر فيها جالسًا في أحد مقاهي دمشق العريقة، ويدخن النرجيلة ما أشعل مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات استهجنت السماح لشخصية إسرائيلية تكنّ العداء للعرب، بزيارة سوريا.
وتتماهى كتابات أنغيل مع سياسة الاحتلال الإسرائيلي وهو ما يظهر على صفحاته بمواقع التواصل الاجتماعي. فقد علّق على صورة له برفقة ضابط إسرائيلي التقطها في لبنان قائلًا: “بعد ثماني سنوات عُدت إلى نفس القرية التي دخلتها خلال حرب لبنان الثانية مع جنود النحال، الكتيبة 931، مرة أخرى اشتباكات من منزل إلى منزل ومن غرفة إلى غرفة ضد الإرهابيين المختبئين في الثلاجات والخزائن” بحسب تعبيره.
الصحافي الإسرائيلي إيتاي أنغيل
وعلّق على صورة التقطها في بيت حانون شمال غزة إبان العدوان الإسرائيلي على القطاع وكتب: “التقطنا الصور معًا في بيت حانون في غزة. هذا مقطع من معركة حقيقية بكل ما تحملها من خوف مع مقاتلين فقدوا أصدقاءهم في غزة حتى إن بعضهم ذهب إلى الأنفاق لمحاولة مطاردة إرهابيي حماس”.
مراقبون علّقوا على حديثه وقالوا: “يبدو أن أنغيل يبرر الإبادة الجماعية التي عايشتها منطقة بيت حانون على مدار أربعة عشر شهرًا بعد استهدافها لتهجير سكان شمال غزة ضمن ما يسمى بخطة الجنرالات”.
وإيتاي أنغيل تعده تل أبيب أبرز وأشهر الصحافيين وحجر الزاوية في نقل مجريات العمليات العسكرية ضد المقاومة في فلسطين ولبنان.
وحصل على جائزة “سوكولوف” أعلى جائزة للصحافة في إسرائيل وتم ترشيح فيلم وثائقي له في جبهات أوكرانيا لجائزة إيمي العالمية.
وقد تفاعل الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي مع دخول الصحافي الإسرائيلي إلى سوريا.
وقال الكاتب والباحث أحمد دعدوش: “من سمح لمراسل قناة إسرائيلية بدخول سورية والتصوير في دمشق؟! أطالب القيادة السورية بالتوضيح”.
من جهته، علق المؤثر خالد منصور: “مجرم إسرائيلي يشرب النرجيلة في مقاهي دمشق. إيتاي أنغيل جندي احتياط إسرائيلي، خدم مع جيش الاحتلال ضمن جهاز الدعاية خلال حرب الإبادة في غزة”.
أمّا الأكاديمي مؤيد فكتب: “ما الذي يحدث في دمشق؟ صحافي إسرائيلي ينشر له صورة من قلب العاصمة السورية دمشق وهو يدخن بأحد مقاهيها قائلًا: من دمشق مع الحب! هل وصل بنا الحال إلى السماح لصحافي يتبع لدولة الاحتلال الإسرائيلي بدخول دمشق بكل أريحية! نحتاج إلى إجابة واضحة من المسؤولين السوريين عما يجري بالضبط”.