كشفت هيئة البث الإسرائيلية اليوم الخميس أن الجيش الإسرائيلي يعمل على فصل شمال قطاع غزة عن مدينة غزة، ولا يعتزم السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في الشمال.
ومنذ أكثر من شهر، يواصل الجيش اجتياحه شمال قطاع غزة، وأنذر الفلسطينيين بالتوجه إلى منطقة المواصي في الجنوب، بزعم العمل على عدم استعادة حركة حماس لقوتها في المنطقة.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تطبق ما تُعرف بـ”خطة الجنرالات”، والتي تنص على احتلال شمال القطاع وتحويله لمنطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة ما ترتكبه حاليا من قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
خطة الجنرالات
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن “تقديرات الجيش تفيد بأن الآلاف فقط من الفلسطينيين ما زالوا في المناطق المركزية بشمال قطاع غزة: ما بين 1000 و3000 فلسطيني في بيت لاهيا وحوالي 1000 في جباليا”.
وأضافت: “يقول الجيش إنه بعد دخول جباليا مرتين في الماضي، لا توجد هذه المرة نية للسماح لسكان شمال قطاع غزة بالعودة إلى منازلهم”.
وزعم الجيش أن “المساعدات الإنسانية ستدخل بانتظام إلى جنوب قطاع غزة، ولم يعد هناك المزيد من المدنيين شمال مدينة غزة”.
و”سُئل كبار المسؤولين في الجيش عما إذا كان هناك قرار بتقسيم شمال قطاع غزة إلى قسمين، مدينة غزة والأحياء الشمالية، فأجابوا بأن القرار هو قطع شمال قطاع غزة عن مدينة غزة” دون إيضاحات، وفق هيئة البث.
خدمات صحية بأقل الإمكانيات
في غضون ذلك، قال حسام أبو صفية، مدير مستشفى “كمال عدوان” في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، اليوم إن المستشفى يقدم خدمات للمصابين بأقل الإمكانيات في ظل اعتقال الجيش الإسرائيلي كوادر صحية ومنع دخول المستلزمات الطبية، وسط استمرار الإبادة والتطهير العرقي الإسرائيلي في المحافظة لليوم الـ34.
وقال أبو صفية في مقطع فيديو مصوّر وزع على الصحفيين: “الأوضاع شمال غزة كارثية، نعمل بالحد الأدنى من الإمكانيات ولا يوجد ما نقدمه سوى الإسعافات الأولية للمصابين في ظل اعتقال الجيش الإسرائيلي الكوادر الطبية خلال اقتحامه للمشفى ونقص المستلزمات الطبية”.
وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، انسحب الجيش الإسرائيلي من مستشفى كمال عدوان، مخلفًا شهداء فلسطينيين ودمارًا واسعًا داخله وخارجه إثر اقتحامه نحو 24 ساعة.
لا سيارات للإسعاف
وأضاف أبو صفية: “عشرات الشهداء والمصابين يصلون إلى المستشفى دون سيارات الإسعاف التي لا تتوفر شمال القطاع”.
وتابع: “الاحتلال لم يسمح بإدخال وفود طبية متخصصة تناسب طبيعة الإصابات التي تصل للمشفى، كما لم يسمح بدخول وحدات الدم والأدوات الطبية الضرورية”.
ولفت إلى أنه تم توجيه نداءات استغاثة لكل المؤسسات الدولية، ولكن لم تكن هناك أي استجابة لتوفير المستلزمات الطبية أو فتح ممر إنساني يؤمن وصول الجرحى ولإجلاء آخرين يحتاجون لعمليات جراحية.
وأشار إلى أن الوضع في شمال القطاع “يزداد صعوبة، حيث لا يمكن توفير الطعام والماء للعاملين في المستشفى، والقصف مستمر في محيطه”.
وأوضح: “المستشفى استقبل أمس الأربعاء 12 شهيدًا وأكثر من 50 إصابة، وهناك أعداد كبيرة ما زالت تحت الأنقاض، ولا توجد إمكانيات لإزالة الركام أو إخراج الجثامين، كما أنه لا توجد سيارات إسعاف لنقل المصابين إلى المستشفى”.
وناشد أبو صفية المجتمع الدولي “فتح ممر إنساني لدخول وإخلاء الجرحى الذين يحتاجون لعمليات جراحية متقدمة وتوفير سيارات إسعاف”.