أكد قائد عسكري سوري التوصل لاتفاق بين الجيشين السوري واللبناني ينص على انسحاب عناصر الجيشين من قرية “حوش السيد علي” الحدودية وضمان عودة المدنيين.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن العقيد عبد المنعم ضاهر قائد اللواء الأول بالفرقة 52 في الجيش السوري إنه جرى تواصل وتنسيق بين ضابط الارتباط في وزارة الدفاع السورية مع نظيره في الجيش اللبناني، تم خلاله الاتفاق بشأن قرية “حوش السيد علي” الحدودية التي شهدت اشتباكات بين الجيش السوري وعناصر حزب الله اللبناني خلال الأيام الماضية.
وأضاف الضابط السوري أن الاتفاق ينص على انسحاب وحدات الجيشين السوري واللبناني من أراضي “حوش السيد علي” وضمان عودة المدنيين إليها دون أي وجود عسكري داخلها، حيث يتمركز الجانبان على أطراف القرية.
وأشار ضاهر إلى أن الجيش السوري ملتزم بتنفيذ الاتفاق، ويؤكد على أن أي خرق لهذا التفاهم من قبل حزب الله سيواجه برد حازم ومباشر دون إنذار مسبق.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش اللبناني بدء تنفيذ تدابير أمنية بمنطقة حوش السيد علي بعد تنسيق مع السلطات السورية لضبط أمن الحدود، في حين دعا الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى ضبط الأمن على الحدود مع سوريا.
وكانت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية الرسمية قالت إن الجيش اللبناني “دخل إلى بلدة حوش السيد علي الحدودية بعد انسحاب المجموعات السورية منها”.
فتيل الأزمة
وبدأت أحداث التوتر الأسبوع الماضي بالقرب من قرية “حوش السيد علي”، إذ تقول السلطات السورية إن عناصر من حزب الله اللبناني اقتادوا 3 عناصر من حرس الحدود التابعين للفرقة 52 في أثناء تأديتهم مهام عملهم بالقرب من القرية، ومن ثم قاموا بتعذيبهم وقتلهم بطريقة بشعة قبل قيام الجيش اللبناني بتسليمهم للجانب السوري عبر الصليب الأحمر.
وبعد ذلك استنفرت قوات الفرقة 52 وحشدت على المنطقة الحدودية وخاضت اشتباكات عنيفة مع حزب الله اللبناني استطاعت خلالها طرد عناصر الحزب من “حوش السيد علي” وبسط السيطرة عليها، وقامت بتمشيط المنطقة المحيطة، التي تعد منطقة تجمع لعناصر حزب الله وفلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بعد أن كانت معبرا لتهريب السلاح والمخدرات من سوريا إلى لبنان في عهد المخلوع.
وكانت المواجهات على الحدود اللبنانية السورية تطورت إلى قصف متبادل بين الجانبين السوري واللبناني، حيث تعرضت قرى وبلدات لبنانية في المنطقة لنيران مصدرها الأراضي السورية، في حين استهدف الجيش اللبناني مناطق سورية بالمدفعية.
وخلفت الاشتباكات قتلى وجرحى على جانبي الحدود، قبل أن تعلن وزارة الدفاع السورية الاثنين الماضي أنها اتفقت مع نظيرتها اللبنانية على “وقف إطلاق النار على الحدود وتعزيز التنسيق والتعاون”.
وتتسم الحدود اللبنانية السورية بتداخلها الجغرافي، إذ تتكون من جبال وأودية وسهول من دون علامات أو إشارات تدل على الحد الفاصل بين البلدين، اللذين يرتبطان بـ6 معابر حدودية برية على طول نحو 375 كيلومترا.