دخلت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع -اليوم الأحد- أسبوعها الرابع، بينما يشارك طرفا النزاع في محادثات بمدينة جدة السعودية هي الأولى منذ اندلاع الأزمة.
وأفاد مراسل الجزيرة بتجدد الاشتباكات فجر اليوم بين الجيش السوداني بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، فيما تواصلت عمليات الإجلاء وموجات النزوح بسبب المعارك الدائرة في العاصمة السودانية.
وحلّقت الطائرات الحربية -يوم أمس السبت- في أجزاء واسعة من وسط الخرطوم والخرطوم بحري، كما دوت انفجارات عنيفة في محيط القصر الرئاسي وحي الوابورات بالخرطوم.
وشنت طائرات تابعة للجيش السبت ضربات جوية في حي الرياض بالخرطوم، وسمعت أصوات أسلحة ثقيلة صباح أمس السبت، تزامنا مع تصاعد أعمدة الدخان في مواقع مختلفة جنوب الخرطوم بحري.
وفي جنوب مدينة الأبيّض، أدت الاشتباكات بين قوة عسكرية تابعة للدعم السريع وأحد المكونات الاجتماعية إلى مقتل 8 أشخاص وإصابةِ آخرين، فيما أشارت مصادر للجزيرة إلى أن أسباب الاقتتال ذات طابع قبلي.
وقدّرت نقابة أطباء السودان عدد ضحايا الاشتباكات المدنيين بـ479 قتيلا، وأكثر من 2500 مصاب.
ولفتت النقابة إلى أن جميع المستشفيات والمرافق الصحية في مدينة الجنينة غربي البلاد لا تعمل، وقالت إنه تم إحصاء نحو 100 وفاة في صفوف المدنيين منذ 24 أبريل/نيسان الماضي.
مباحثات جدة
سياسيا، أكّد طرفا النزاع في السودان مشاركتهما في محادثات تعقد في مدينة جدة السعودية، هي الأولى منذ اندلاع الأزمة.
ورحّبت الرياض وواشنطن بالمحادثات الأولية، وأعربتا عن الأمل في أن تؤدي إلى إنهاء النزاع، وكتب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان -عبر تويتر- “نرحب اليوم بوجود ممثلين من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في مدينة جدة، للحوار حول الأوضاع في وطنهم”.
وتابع “نأمل أن يقود هذا الحوار إلى إنهاء الصراع، وانطلاق العملية السياسية، وعودة الأمن والاستقرار إلى جمهورية السودان”.
من جهته، وجّه قائد قوات الدعم السريع شكره للسلطات السعودية “لاستضافتها هذه المحادثات”.
وقد أشار مدير مكتب الجزيرة في الخرطوم المسلمي الكباشي إلى تباين الأهداف لدى طرفي النزاع، وقال إن الجيش السوداني يركز في هذه المحادثات على انسحاب قوات الدعم السريع مما يقول إنها مواقع وسط مناطق سكنية ومرافق حيوية، إذ يتهمها باتخاذ المدنيين دروعا بشرية.
أما قوات الدعم السريع فتركز -وفقا للكباشي- على انتقال المحادثات إلى مستوى سياسي، وقد تحدث قائدها حميدتي عن تمسكه بخط سياسي يدعو إلى قيام حكومة مدنية للتأسيس لتحوّلٍ ديمقراطي، بحسب قوله.
آليات تمديد الهدنة
في المقابل، أكد الجيش أن البحث سيتناول الهدنة التي تمّ التوصل إليها وتجديدها أكثر من مرة. وقال متحدث باسم الجيش السوداني للجزيرة، إن التفاوض يبحث آليات تمديد الهدنة، ولا يشمل أي اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار أو قضايا سياسية.
كما أوضح المتحدث باسم الجيش العميد نبيل عبد الله السبت أن “المناقشات تدور حول الهدنة وكيف يتم تفعيلها بطريقة صحيحة لكي تخدم الجوانب الإنسانية”.
وشدد في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية على أن وفد القوات المسلحة ذهب إلى جدة “ليناقش موضوع الهدنة، لم نتطرق لمواضيع أخرى”.
من جانبه، أكد الاتحاد الأفريقي أنه يتابع عن كثب المحادثات التي بدأت في جدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وحث الاتحاد الأطراف -في بيان له- على الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية على وجه السرعة، كخطوة أولى للسماح بالإمداد الفوري بمواد الإغاثة، لتخفيف معاناة المدنيين السودانيين.
ودعا الاتحاد إلى الموافقة فورا على فتح ممرات إنسانية لتسهيل توزيع الإمدادات الأساسية واستعادة الخدمات.