أعلنت القيادة المركزية الأميركية الوسطى “سنتكوم” اليوم السبت، “تحييد” قائد “العمليات الخارجية” في “تنظيم الدولة”، بعد يوم من إعلان العراق القضاء عليه.
وأمس الجمعة، أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أنّ قوات الأمن العراقية تمكنت من قتل “الإرهابي عبد الله مكي مصلح الرفيعي المكنى أبو خديجة”.
وأضاف السوداني في منشور على منصّة إكس”، أنّ الرفيعي “يُعدّ أحد أخطر الإرهابيين في العراق والعالم، وكان يشغل منصب ما يسمّى نائب الخليفة، وما يُسمّى والي العراق وسوريا” في التنظيم المتطرّف، ومستهدف بعقوبات أميركية منذ صيف 2023.
ولم يذكر السوداني متى قُتل الرفيعي، لكنّه أشاد بالعملية التي نفّذتها الاستخبارات العراقية “بإسناد وتنسيق من قيادة العمليات المشتركة وقوات التحالف الدولي”.
بدورها، قالت القيادة الوسطى الأميركية “سنتكوم” في بيان على منصّة “إكس”، إنه “في 13 مارس/ آذار، نفّذت قوات القيادة المركزية الأميركية سنتكوم، بالتعاون مع قوات الاستخبارات والأمن العراقية، ضربة جوية دقيقة في محافظة الأنبار بالعراق، أسفرت عن مقتل الرجل الثاني في تنظيم الدولة، وقائد العمليات وأمير اللجنة المفوضة عبد الله مكي مصلح الرفاعي، المعروف باسم أبو خديجة، بالإضافة إلى أحد عناصر داعش”.
وأضاف البيان أنّ “كلا الإرهابيَين كانا يرتديان أحزمة ناسفة غير منفجرة، وكان بحوزتهما أسلحة عدة”، مشيرة إلى أنّه تمّ التعرّف إلى أبو خديجة عبر تطابق الحمض النووي، الذي تمّ جمعه خلال مداهمة سابقة كان قد نجا منها.
ونشرت “سنتكوم” فيديو لعملية الاغتيال.
وفي هذا السياق، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في منشور على منصّته “تروث سوشل”: “اليوم قُتل الزعيم الهارب لتنظيم داعش في العراق. طارده مقاتلونا البواسل بلا هوادة. وأُنهِيَت حياته البائسة، مع عضو آخر في داعش، بالتنسيق مع الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان”.
من هو “أبو خديجة”؟
وأوضحت “سنتكوم” أنّ أبا خديجة كان أمير اللجنة المفوّضة، التي تُعتبر أعلى هيئة لاتخاذ القرار داخل “تنظيم الدولة”، وبالتالي مسؤول عن العمليات واللوجستيات والتخطيط الذي ينفّذه التنظيم على المستوى الدولي؛ كما كان يُدير جزءًا كبيرًا من تمويل أنشطة التنظيم حول العالم.
وأشار تقرير صدر عن الأمم المتحدة مطلع العام الحالي، إلى أنّ عبد الله مكي مصلح الرفيعي كان يُدير “مكاتب تنظيم الدولة “التي تغطّي” العراق وسوريا وتركيا ومنطقة الشام برمّتها.
احتياطات هائلة من السيولة
ورغم أنّ بغداد أعلنت عام 2017 هزيمة التنظيم، إلا أنّه حافظ على وجوده في الصحراء السورية وفي العراق حيث يشنّ هجمات متفرّقة ضد الجيش والشرطة العراقيين.
وفي هذا الإطار، قالت القيادة المركزية الأميركية في يوليو/ تموز الماضي: إنّ التنظيم يحاول “إعادة تشكيل نفسه بعد سنوات من تراجع قدراته”، بعد أن أعلن التنظيم تنفيذ 153 هجومًا في العراق وسوريا في النصف الأول من عام 2024، وهو معدل يضع التنظيم “على الطريق إلى أكثر من مثلَي عدد الهجمات” التي أعلن المسؤولية عنها العام السابق.
كما حذّر تقرير الأمم المتحدة، من أنّه حتى لو خفّت وتيرة عمليات التنظيم في العراق، إلا أنّه “قد يستغلّ انعدام الاستقرار في الجمهورية العربية السورية لتعزيز موقعه”.
قُتل عبد الله مكي مصلح الرفيعي في عملية بالأنبار العراقية- حساب @ICTSm22 على “إكس”
ورجّح التقرير أن “يكون التنظيم قد استمرّ في النفاذ إلى احتياطات طائلة من السيولة بقيمة تقدّر بنحو 10 ملايين دولار في العراق والجمهورية العربية السورية”.
وفي هذا الإطار، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني خلال زيارته الرسمية الأولى للعراق الجمعة، أنّ سوريا مستعدة “لتعزيز التعاون” مع بغداد بهدف التصدي لعناصر “تنظيم الدولة”.
وقال الشيباني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي، إنّ “الأمن مسؤولية مشتركة”، مضيفًا: “نحن مستعدون لتعزيز التعاون مع العراق لمكافحة تنظيم الدولة على طول حدودنا. الإرهاب لا يعرف حدودًا”.
وفي مقابل عمليات التنظيم، أظهر تقرير الأمم المتحدة أنّ العمليات المنفّذة في العراق “بقيادة السلطات أدت إلى مقتل نصف القياديين الكبار في التنظيم في البلد”.
في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية “قتل تسعة إرهابيين بينهم من يسمّى والي العراق المدعو جاسم المزروعي أبو عبد القادر” و”قادة آخرين من الصف الأول” للتنظيم.
يُذكر أنّ نحو 2500 جندي أميركي ينتشرون في العراق، الذي يعتبر الآن أنّه لم تعد هناك حاجة لوجود القوات الأميركية على أراضيه، وأنّ قواته الأمنية قادرة على مواجهة المتطرفين.
وأواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت الولايات المتحدة والسلطات العراقية أنّ التحالف الدولي سيُنهي في غضون عام مهمته العسكرية التي استمرت عقدًا في العراق، وبحلول سبتمبر 2026 في منطقة كردستان التي تتمتع بحكم ذاتي.