مع عودة فريق التفاوض الإسرائيلي من القاهرة، سُرب لوسائل إعلام إسرائيلية أن هدف تل أبيب من هذه المفاوضات هو محاولة تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وليس الانتقال إلى المرحلة الثانية.
وبحسب مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة عبد القادر عبد الحليم، حاول الوفد المفاوض – ضمن الصلاحيات الممنوحة له – أن يمدد وقف إطلاق النار لأيام إضافية، مقابل استعادة المزيد من الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، دون ضمانات تتحدث عن نهاية الحرب أو ضمانات تتحدث عن انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة.
الصفقة الشاملة لا تزال بعيدة
وتحدثت مصادر في المنظومة الأمنية الإسرائيلية لوسائل الإعلام، عن تقديراتها بأن جولة المفاوضات الحالية لا يمكن أن تؤدي إلى صفقة شاملة، وقد تؤدي إلى تمديد المرحلة الأولى لبضعة أيام أو أسابيع تسترجع خلالها إسرائيل عددًا إضافيًا من الأسرى الإسرائيليين.
ويشير مراسلنا إلى أنه وفق التقديرات الإسرائيلية، تريد حركة حماس الاحتفاظ بورقة الأسرى كورقة أخيرة تتمكن من خلالها من إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
كما يلفت مراسلنا إلى أن وفد التفاوض الإسرائيلي يعود اليوم إلى تل أبيب دون التطرق إلى تفاصيل بشأن أي تقدم يُذكر في المحادثات التي لم تحمل أي تفاؤل.
وكما جرت العادة، قد يُطلع الوفد الإسرائيلي عند عودته إلى تل أبيب الجانب السياسي بشأن التطورات ويحصل على تعليمات جديدة، ويغادر مرة جديدة إلى القاهرة لتُستأنف جولة جديدة من المفاوضات غدًا.
تصعيد إسرائيلي
وشهدت الساعات الأخيرة تصريحات إسرائيلية تصعيدية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى، الذي تنتهي مرحلته الأولى بنهاية يوم غد السبت، الموافق لبداية شهر رمضان المبارك.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، بينها هيئة البث الرسمية، أن تل أبيب ترفض الانسحاب من غزة وإنهاء الحرب حاليًا، وتريد فقط تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق لضمان إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين.
وبينما طلب الوسطاء وقتًا لحل الأزمة، يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، مشاورات هاتفية عاجلة بشأن الاتفاق، بما يشمل التلويح باستئناف حرب الإبادة.
وقالت وسائل إعلام عبرية، بينها هيئة البث، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين لم تكشف عن هوياتهم، قولهم إن نتنياهو يجري مساء اليوم مشاورات هاتفية عاجلة بشأن استكمال اتفاق غزة من عدمه.
وبحسب المصدر ذاته، يشارك في المشاورات عدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين، بينهم وزراء المالية بتسلئيل سموتريتش، والأمن يسرائيل كاتس، والخارجية جدعون ساعر، إلى جانب رئيس الأركان هرتسي هاليفي (الذي تسري استقالته في 6 مارس/ آذار المقبل)، وخلَفه أيال زمير، ورئيسا الموساد ديفيد برنياع، وجهاز الأمن العام “الشاباك” رونين بار.
بدورها، قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية إن المشاورات التي يجريها نتنياهو ستكون عبر “الهاتف الأحمر”، ما يشير إلى أهميتها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين لم تكشف عن هوياتهم، أن نتنياهو سيبحث خلال المشاورات الهاتفية إمكانية العودة إلى الحرب في غزة.
كما نقلت القناة “13” العبرية عن مسؤولين إسرائيليين لم تكشف عن هوياتهم، أن تل أبيب رفضت الانسحاب وإنهاء الحرب على غزة حاليًا، وهو ما تنص عليه بنود المرحلة الثانية من الاتفاق.
وفي المقابل، تتمسك حركة “حماس” بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، واستكمال الاتفاق بكامل مراحله الثلاث.