مع الإعلان عن وقف إطلاق النار في لبنان، ينظر بعض الخبراء إلى أن الرئيس الأميركي بايدن، يسعى قدر المستطاع لإنقاذ سجله الدبلوماسي قبل تسليم الرئاسة لدونالد ترمب في 20 يناير/ كانون الثاني القادم، والذي دأب على اتهامه بإضعاف دور واشنطن على الساحة الدولية.
وأكد الرئيس الأميركي خلال إعلانه التوصل إلى وقف النار في البيت الأبيض أمس الثلاثاء، أن هذه الهدنة التي تحققت بعد جهود قادتها الولايات المتحدة وفرنسا، “تُقرّبنا من الرؤية الاستباقية التي حملتُها طوال فترة ولايتي”، وهي شرق أوسط “مسالم” و”مزدهر”.
تطلّع إلى “هدنة في غزة”
ووعد الرئيس الديمقراطي البالغ 82 عامًا، بإعادة إطلاق الجهود من أجل التوصل إلى هدنة في غزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي متواصل منذ 14 شهرًا، يرافقها إطلاق سراح المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية، والدفع باتجاه تطبيع للعلاقة بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية مصحوبًا باتفاقية أمنية بين السعوديين والأميركيين.
وقال بايدن: “أعتقد أن هذا البرنامج يظل ممكنًا خلال الفترة المتبقية لنا في السلطة”، وفق قوله.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عن 3 آلاف و823 شهيدًا و15 ألفًا و859 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وقد أكّد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء، بعد جلسة حكومية أن التزام بلاده بتعزيز انتشار الجيش في جنوب البلاد بعد وقف إطلاق النار، مطالبًا في الوقت عينه إسرائيل بالالتزام بالهدنة وسحب قواتها.
“سياسة كارثية”
وضمن هذا السياق، اعتبر مدير الأبحاث في “مجموعة صوفان” كولن كلارك أن بايدن، ومن خلال إشادته بالدور الذي أداه لتحقيق الهدنة في لبنان، يحاول “تجميل الواقع البائس”.
ومنح الخبير في حديث لوكالة فرانس برس، “تقييمًا إيجابيًا” لطريقة تعامل بايدن ردًا على الهجوم الروسي على أوكرانيا، لكنه رأى أن سياسته في الشرق الأوسط كانت “كارثية”.
وأوضح أن الرئيس الديمقراطي الذي طُبع مطلع ولايته بالانسحاب الفوضوي لقوات بلاده من أفغانستان، “لم يكن أبدًا ضعيفًا بقدر ما كان عندما يتفاوض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
من ناحيته، رأى غاريت مارتن، الأستاذ في الجامعة الأميركية، أن بايدن “سيتجنب إعلان النصر” في الملف اللبناني الذي يعتبره “الأقل أهمية من بين الجبهات الثلاث النشطة في المنطقة، إلى جانب الحرب في غزة والتوتر مع إيران”.