اتفق لبنان وسوريا اليوم الإثنين على وقف إطلاق النار الحاصل على حدود البلدين، بعد توتر الأوضاع إثر اتهام دمشق حزب الله اللبناني بخطف وقتل 3 من القوات السورية.
واتهمت وزارة الدفاع السورية، مساء الأحد، حزب الله اللبناني باختطاف وقتل 3 من عناصرها، مضيفة أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة بعد هذا التصعيد، فيما نفى الحزب اللبناني مسؤوليته.
وفي حديث للتلفزيون العربي، أكدت وزارة الإعلام السورية أن حزب الله خطف أمس الأحد 3 جنود من وزارة الدفاع السورية وقتلهم، فيما قال وزير الإعلام اللبناني بول جورج مرقص: إن “ما جرى هو سقوط 3 قتلى من المهربين السوريين أمس، وتم تسليمهم للسلطات السورية عبر الصليب الأحمر”.
الاتفاق على وقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية السورية
ومساء الإثنين، قالت وزارة الدفاع اللبنانية في بيان مقتضب على إكس: “أجرى وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى اتصالًا بنظيره السوري مرهف أبو قصرة، وبحثا التطورات الحاصلة على الحدود اللبنانية – السورية”.
وأضافت أنه جرى الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الجانبين، على أن يستمر التواصل بين مديرية المخابرات في الجيش اللبناني والمخابرات السورية للحؤول دون تدهور الأوضاع على الحدود بين البلدين، تجنبًا لسقوط ضحايا مدنيين أبرياء.
وفي حديث للتلفزيون العربي من درعا، أكد مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام السورية علي الرفاعي أن حزب الله خطف أمس 3 جنود من وزارة الدفاع السورية وقتلهم.
وأضاف أن من يتابع الإعلام والتغطيات الميدانية في المنطقة الحدودية بين حمص ولبنان، يعرف أن هناك معركة قائمة بين حزب الله اللبناني وقوات الجيش العربي السوري.
وتابع الرفاعي أن “قوات الجيش العربي السوري أحدثت تقدمًا، وأحرزت نصرًا في استرجاع الأراضي المحتلة من قبل حزب الله اللبناني”.
عملية تمشيط الأراضي والقرى السورية المحاذية للحدود
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع السورية اليوم الإثنين، بدء عملية تمشيط الأراضي والقرى السورية المحاذية للحدود اللبنانية غرب مدينة القصير، لطرد حزب الله من القرى والمناطق التي يتخذها كأماكن لعمليات التهريب وتجارة المخدرات.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” عن مصدر في وزارة الدفاع، قوله: “نستهدف بالدرجة الأولى قرية حوش السيد علي السورية التي أصبحت وكرًا لميليشيا حزب الله في أيام النظام البائد”.
ولفت المصدر إلى أن قوات الجيش ستستهدف تجمعات وتحركات حزب الله في المنطقة دعمًا للعملية.
من جانبه، قال الجيش اللبناني، الإثنين في بيان: إن “منطقة حوش السيد علي – الهرمل تعرضت لقصف مركز من الجانب السوري. وردت الوحدات العسكرية على مصادر النيران”.
وأوضح أن “الاتصالات تستمر بين قيادة الجيش والسلطات السورية لاستعادة الهدوء وضبط الوضع في المنطقة الحدودية”.
وفي وقت سابق الإثنين، أعلن الجيش اللبناني إجراءه اتصالات مع السلطات السورية لضبط الأمن والحفاظ على الاستقرار في المنطقة الحدودية، وأنه سلّم 3 جثامين إلى دمشق.
لبنان وسوريا يتفقان على متابعة الاتصالات
إلى ذلك، اتفق وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي اليوم الإثنين، مع نظيره السوري أسعد الشيباني على متابعة الاتصالات “بما يضمن سيادة الدولتين ويحول دون تدهور الأوضاع على الحدود”.
جاء ذلك خلال لقاء بين رجي والشيباني في العاصمة البلجيكية بروكسل، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان.
وبناءً على توجيهات رئيس الجمهورية جوزيف عون، التقى وزير الخارجية يوسف رجي في بروكسل، نظيره السوري أسعد الشيباني، وفق المصدر ذاته.
وأوضحت الوكالة أن الطرفين “بحثا التطورات الحاصلة على الحدود اللبنانية-السورية، واتفقا على متابعة الاتصالات بما يضمن سيادة الدولتين ويحول دون تدهور الأوضاع”.
وتأتي هذه التطورات، فيما تسعى الإدارة السورية إلى ضبط الأوضاع الأمنية في البلاد، وتعزيز قبضتها على الحدود مع دول الجوار ومنها لبنان، بما يشمل ملاحقة مهربي المخدرات وعناصر النظام السابق الذين يثيرون قلاقل أمنية.