ألقت قوات الأمن العام في سوريا القبض على عناصر مسلحة قالت إنها لا تنتمي لأي جهة كانت تروع السكان وترتكب السرقات في مدينة جبلة بمحافظة اللاذقية شمال غرب البلاد، وتمت إحالتهم إلى القضاء، حسبما أفاد مراسل التلفزيون العربي اليوم السبت.
وفي وقت سابق اليوم السبت، أفادت وكالة الأنباء السورية “سانا” السورية، باستعادة وزارة الدفاع وإدارة الأمن العام السيطرة على معظم المناطق التي شهدت اشتباكات مع عناصر من النظام السابق خلال الأيام الماضية.
وعلى مدار 3 أيام، شهدت منطقة الساحل السوري حالة من التوتر الأمني إثر استهداف عناصر من النظام السابق دوريات أمنية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
عناصر مسلحة ترتكب سرقات في مدينة جبلة
وكان مراسل التلفزيون العربي قحطان مصطفى أفاد من مدينة اللاذقية بورود مناشدات من قبل أهالي مدينة جبلة تفيد بوجود عناصر مسلحة تدعي أنها تنتمي لإدارة الأمن العام تروع السكان وترتكب السرقات.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر بإدارة قوات الأمن العام التي دخلت إلى المدينة، أنه “تمت مصادرة أكثر من 200 آلية سرقت من قبل ضعاف النفوس واللصوص من مدينة جبلة، وما حولها مستغلين حالة عدم الاستقرار بسبب أفعال فلول النظام البائد”.
وأشار المراسل إلى أن هناك انتشارًا كبيرًا لقوى الأمن في داخل مدينة جبلة ومحيطها، حيث نصبت عددًا كبيرًا من الحواجز في محيط المدنية وفي محيط مدينة اللاذقية أيضًا لضبط الأمن.
قافلة عسكرية تتجه نحو اللاذقية للانضمام إلى القتال ضد عناصر النظام السابق – رويترز
من جهته، أكد مدير إدارة الأمن العام باللاذقية مصطفى كنيفاتي أن قوات الأمن لن تسمح بإثارة الفتنة ولن تتهاون في حماية السلم الأهلي.
وأضاف كنيفاتي: “نلاحق فلول النظام البائد وضباطه ولن نسمح بأي أعمال انتقامية تحت أي ظرف”.
وأكد العزم على محاسبة “كل من يثبت تورطه في الاعتداءات سواء من فلول النظام أو من اللصوص والعابثين بالأمن”، بما يشمل “اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحقهم”.
وتابع مشددًا: “لن نسمح بإثارة الفتنة أو استهداف أي مكون من مكونات الشعب السوري، وسيادة القانون هي الضامن الوحيد لتحقيق العدالة”.
هروب بعض عناصر النظام السابق
وعلى المستوى العسكري، أفاد مراسل التلفزيون العربي بوقوع معارك شديدة صباح السبت في محيط جبلة بعد دخول قوات الأمن والجيش السوري إلى داخل المدينة.
وأشار إلى هروب بعض عناصر النظام السابق إلى الجبال المحيطة والغابات المحيطة في مدينة جبلة، حيث تتم ملاحقتهم.
ولفت مراسلنا إلى أن عناصر أخرى من النظام السابق هربت عن طريق البحر بركوب بعض الزوارق، مشيرًا إلى أن مدينة جبلة تقع على البحر المتوسط وهي أيضًا من المدن الساحلية.
وأردف أن بعض عناصر النظام السابق سلمت نفسها للنقاط الأمنية المنتشرة داخل مدينة جبلة، حيث تم نقلهم إلى الجهات المختصة بحسب العسكريين المتواجدين في داخل المدينة.
وفيما أشار إلى حالة من الخوف انتابت القرى نتيجة العمليات العسكرية المستمرة منذ يوم أمس حتى صباح اليوم، لفت مراسلنا إلى أن بعض القيادات دخلت إلى تلك القرى لطمأنة الأهالي بعدم المساس بهم، وعدم المساس بالسلم الأهلي، وعدم السماح لأي جهة بارتكاب أي جرائم في محيط مدينة اللاذقية ومحيط جبلة.
اشتباكات عنيفة
وفجر السبت، شهدت مدينة اللاذقية اندلاع اشتباكات عنيفة بين القوات السورية وعناصر النظام السابق إثر استهداف مسلحيهم المشفى الوطني، ومشفى ابن سينا، في ظل الهجمات المستمرة منذ 3 أيام، بحسب وكالة “سانا”.
يأتي ذلك بعد سقوط قتلى وجرحى في سلسلة استهدافات لمسلحي النظام السابق طالت 6 مستشفيات في ريفي اللاذقية وطرطوس، وفق ما أعلنت وزارة الصحة السورية، الجمعة.
ويعد هذا التوتر تصعيدًا غير مسبوق منذ إسقاط نظام الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024.
وعند تسلمها مهامها في ديسمبر الماضي، أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق، من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم، حيث استجاب الآلاف لهذه المبادرة، بينما رفضتها بعض المجموعات المسلحة لا سيما في الساحل السوري، حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.