تشارك الحكومة السورية اليوم الإثنين، في مؤتمر دولي للمانحين لجمع المساعدات لسوريا التي تُواجه مشاكل إنسانية خطيرة وانتقالًا سياسيًا بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ويُشكّل المؤتمر فرصة للأوروبيين لتعزيز التعبئة الدولية لدعم سوريا التي دمّرتها الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد.
وللمرة الأولى، يحضر المؤتمر ممثلون عن الحكومة في دمشق، حيث سيُشارك وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى جانب العشرات من الوزراء الأوروبيين والعرب وممثلي المنظمات الدولية.
ومنذ عام 2017، يستضيف الاتحاد الأوروبي المؤتمر في بروكسل، لكنّه كان ينعقد من دون مشاركة حكومة النظام، بسبب أفعاله الوحشية في الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011.
وبعد سقوط نظام الأسد، يأمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي في استخدام المؤتمر كبداية جديدة، على الرغم من المخاوف بشأن أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط قتلى هذا الشهر.
وقال دبلوماسيون إنّ دول الاتحاد الأوروبي الـ27 التي سارعت إلى دعم العملية الانتقالية في سوريا، تريد أن تعتبر أحداث الساحل السوري “حادثًا معزولًا”.
مؤتمر بروكسل
ورحّبت هذه الدول بتعيين لجنة تحقيق نصّبتها الحكومة السورية، مؤكدة أنّه “يجب القيام بكل شيء منعًا لحدوث جرائم كهذه مرة أخرى”.
لكنّها في الوقت نفسه “مستعدة لإعادة النظر في الرفع التدريجي للعقوبات المفروضة على سوريا والذي اتُفِق عليه في نهاية فبراير/شباط الماضي، إذا تكررت حوادث كهذه”، وفقًا للدبلوماسيين.
وفي هذا الإطار، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس: “هذا وقت احتياجات ماسة وتحديات بالنسبة لسوريا كما يتّضح بشكل مأساوي من موجة العنف الأخيرة في المناطق الساحلية”.
لكنّها أوضحت في الوقت نفسه، أنّه “وقت للأمل”، مستشهدة باتفاق دمج “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في مؤسسات الدولة، والذي وُقّع في 10 مارس/ آذار الحالي.
احتياجات هائلة
وستحاول الدول الأوروبية الـ27 حشد مساعدة المجتمع الدولي لإعادة بناء سوريا، التي قدّرت الأمم المتحدة أنّه في المعدل الحالي، سيستغرق الأمر نصف قرن على الأقل للعودة إلى الوضع الاقتصادي الذي كانت عليه سوريا قبل الحرب الأهلية.
ووفقًا للاتحاد الأوروبي، يحتاج نحو 16.5 مليون شخص في سوريا إلى مساعدات إنسانية، منهم 12.9 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية.
ونجح مؤتمر المانحين العام الماضي في جمع نحو 7.5 مليارات يورو لسوريا. لكنّ الجهود المبذولة لتحقيق هذه النتيجة أصبحت معرّضة للخطر هذا العام بسبب قرار الولايات المتحدة تعليق مساعداتها الدولية.
وفي هذا الإطار، قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي: “هناك فرصة سانحة، لكنها ليست كبيرة بما يكفي، لذا يتعيّن علينا استغلالها، وإلا فسيكون الأوان قد فات”.
وحتى قبل عودة ترمب إلى البيت الأبيض، لم تكن الأطراف المانحة توفّر لسوريا إلا حوالي 35% من المساعدة المطلوبة من الأمم المتحدة.
ويأمل منظمو هذا المؤتمر أن تتمكن دول عربية في الشرق الأوسط من تعويض الانسحاب الأميركي.