تمكّن أربعة مرشحين مسلمين بينهم ثلاثة عرب من الفوز رسميًا بمقاعد في مجلس النواب الأميركي عبر الاقتراع الذي جرى الثلاثاء، بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية الأميركية التي فاز فيها المرشّح الجمهوري دونالد ترمب.
وبأغلبية كبيرة، أُعيد انتخاب الأعضاء المسلمين الثلاثة في مجلس النواب الأميركي: رشيدة طليب وإلهان عمر وأندريه كارسن، ما عزّز مواقفهم كأصوات مؤثرة في النقاش الدائر بشأن السياسة الخارجية الأميركية، لا سيما فيما يتعلّق بإسرائيل.
وقد جاء ذلك فيما سُجّل دخول المرشّح الجمهوري إبراهيم حمادة لأول مرة إلى مجلس النواب.
وخاضت إلهان عمر الانتخابات عن الدائرة النيابية الخامسة في ولاية مينيسوتا الشمالية، أما رشيدة طليب فنافست على الدائرة الثانية عشرة بولاية ميشيغان، بينما خاض أندريه كارسن السباق عن الدائرة السابعة في ولاية إنديانا.
بدوره، خاض إبراهيم حمادة غمار المنافسة في الدائرة الثامنة في ولاية أريزونا.
وتُعتبر الديمقراطيتان طليب وعمر أول امرأتين مسلمتين تنتخبان لعضوية الكونغرس الأميركي.
أما كارسن، فهو ثاني نائب أميركي مسلم بعد كيث إليسون.
رشيدة طليب.. أول امرأة من أصل فلسطيني في الكونغرس الأميركي
وأعيد انتخاب طليب، وهي أيضًا أول امرأة من أصل فلسطيني في الكونغرس الأميركي، لولاية رابعة كممثلة عن ولاية ميشيغان بدعم من الجالية العربية الأميركية الكبيرة في ديربورن.
وحصلت طليب على 70% من الأصوات، متغلّبة على منافسها الجمهوري جيمس هوبر، الذي حصل على 26%.
ولم تُواجه طليب أي معارضة في الانتخابات التمهيدية في ميشيغان في أغسطس/ آب الماضي، وكانت منتقدة صريحة لسياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل.
ولدت رشيدة حربي أحمد النجار طليب في 24 يوليو/ تموز 1976 في مدينة ديترويت بولاية ميشيغان شمال شرقي الولايات المتحدة.
ينحدر والدها من بلدة بيت حنينا شمال مدينة القدس المحتلة، فيما نشأت والدتها المنحدرة من قرية بيت عور الفوقا في محافظة رام الله بالضفة الغربية.
حصلت طليب على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة وين ستيت في ولاية ميشيغان عام 1998. ثمّ حصلت عام 2006 على الدرجة الجامعية اللازمة لمزاولة المحاماة من كلية كولي بجامعة ويسترن بميشيغان.
عام 2008، نجحت طليب في تحقيق الإنجار التاريخي، عندما أصبحت أول امرأة مسلمة تنتخب في الهيئة التشريعية في ولاية ميشيغان.
وشغلت طليب المقعد 3 فترات، قبل أن تقرر الترشح لمجلس النواب الأميركي، لتفوز في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، بمقعد الدائرة النيابية الثانية عشرة لولاية ميشيغان، وتُصبح أول نائبة أميركية فلسطينية مسلمة في الكونغرس.
إلهان عمر.. أول امرأة أميركية-صومالية في الكونغرس
وأُعيد انتخاب إلهان عمر، أول امرأة أميركية-صومالية في الكونغرس، لولاية ثالثة عن الدائرة الخامسة في ولاية مينيسوتا، والتي تشمل مينيابوليس والضواحي المحيطة بها.
وحصلت عمر وهي لاجئة سابقة، على 75.2% من الأصوات متغلّبة على منافستها الجمهورية المسلمة من أصول عراقية داليا العقيدي.
وعلى غرار طليب، تُعتبر عمر من أشدّ المنتقدين للدعم العسكري الأميركي لإسرائيل، وعارضت بكل قوة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكثر من عام، بينما تُواصل المطالبة بالوقف الفوري لإطلاق النار.
في فبراير/ شباط 2023، طُردت عمر من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب بتصويت من أعضاء المجلس، على خلفية تصريحات سابقة لها بشأن إسرائيل والسياسة الخارجية الأميركية وُصفت بـ”المعادية للسامية”.
وإلهان عمر من مواليد 4 أكتوبر/ تشرين الأول 1981. تنحدر من عائلة صومالية هاجرت خلال الحرب الأهلية عام 1991، إلى مخيم للاجئين في كينيا، قبل أن تُهاجر إلى الولايات المتحدة عام 1995.
حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والدراسات الدولية من جامعة نورث داكوتا عام 2011.
حقّقت شهرة واسعة في الولايات المتحدة منذ عام 2016، بعد انتخابها عضوة في مجلس نواب مينيسوتا عن الحزب الديمقراطي، لتكون أول صومالية-أميركية تُنتخب في هذا المنصب.
وزادت شهرتها بعد أن انتُخبت رسميًا في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، لعضوية مجلس النواب الأميركي عن ولاية مينيسوتا، لتكون بذلك أول صومالية-أميركية تُنتخب في الكونغرس الأميركي جنبًا إلى جنب مع رشيدة طليب.
وتُعتبر إلهان عمر واحدة من أوائل النساء المُسلمات المنتخبات في الكونغرس، وأول لاجئة تُنتخب في مجلس النواب، فضلًا عن كونها أول سيدة “من غير البيض” تُمثل ولاية مينيسوتا في مجلس النواب الأميركي.
آندريه كارسن.. معارض شرس لسياسات إسرائيل في فلسطين
بدوره، أُعيد انتخاب النائب الديمقراطي أندريه كارسن لولاية تاسعة عن الدائرة السابعة في ولاية إنديانا. وحصل كارسن على 68.2% من الأصوات، متغلّبًا على منافسه الجمهوري جون شميتز.
ويُمثّل كارسن ولاية إنديانا في مجلس النواب منذ عام 2008، بعد وفاة جدته جوليا كارسن، التي شغلت المقعد.
وكارسن من مواليد 16 أكتوبر/ تشرين الأول 1974 في إنديانابوليس. ويُعتبر ثاني نائب أميركي مسلم بعد كيث إليسون.
يُعارض كارسن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، ويصفها بأنّها “غير شرعية وعائق رئيسي أمام السلام”.
في يوليو/ تموز 2019، دعم كارسن حركة المقاطعة العالمية وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات التي تستهدف إسرائيل من خلال التصويت ضد قرار في مجلس النواب يُدين المقاطعة.
في سبتمبر/ أيلول 2021، كان كارسون واحدًا من تسعة أعضاء في مجلس النواب صوّتوا ضد تمويل برنامج الدفاع الصاروخي الإسرائيلي (القبة الحديدية).
عام 2022، قدّم كارسن قانون “العدالة لشيرين”، ردًا على استشهاد الصحافية الفلسطينية-الأميركية شيرين أبو عاقلة برصاص جيش الاحتلال. وفي العام نفسه، انتقد التجريم الإسرائيلي لمنظمات حقوق الإنسان الفلسطينية.
في 18 يوليو/ تموز 2023، صوّت ضد قرار غير ملزم للكونغرس، ينصّ على أنّ “إسرائيل ليست عنصرية أو تفرض فصل عنصري”، وأنّ الكونغرس يرفض “جميع أشكال معاداة السامية وكراهية الأجانب” وأنّ “الولايات المتحدة ستكون دائمًا شريكًا قويًا وداعمًا لإسرائيل”.
في 25 أكتوبر 2023، صوّت كارسن مع زملاء آخرين، ضدّ قرار غير ملزم صادر عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس، يدعم إسرائيل بـ”الدفاع عن نفسها”.
إبراهيم حمادة.. أشد الداعمين لترمب
إلى ذلك، فاز الجمهوري إبراهيم حمادة بمقعد في مجلس النواب الأميركي عن الدائرة الثامنة في ولاية أريزونا، وتغلّب على منافسه الديمقراطي كريغ ويتن.
ويحظى حمادة بتأييد دونالد ترمب، ومرشّح مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا كاري ليك.
وكان حمادة مرشح الحزب الجمهوري لمنصب المدعي العام في أريزونا في انتخابات 2022.
ولد إبراهيم حمادة، ولقبه “أبي حمادة”، وينحدر من أب سوري مسلم وأم درزية تحمل الجنسية الفنزويلية، في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، في 25 مايو/ أيار 1991.
ثم انتقل للعيش في فينيكس عاصمة ولاية أريزونا. وهو حاصل على دكتوراه في القانون من كلية الحقوق في جامعة أريزونا.
خدم في الجيش الأميركي بصفته ضابط استخبارات في قوات الاحتياط، قبل أن يحصل على رتبة نقيب.
وحمادة هو من أشد الداعمين لترمب، ويؤيد المزاعم التي تدعي أنّ انتخابات الرئاسة عام 2020 “سُرقت” من ترمب من خلال “احتيال انتخابي واسع النطاق”.