أفاد مراسل الجزيرة بسماع إطلاق نار في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد تجدد الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اليوم الأحد، وذلك في وقت يوجد فيه ممثلون عن طرفي المواجهات في السعودية لإجراء محادثات يأمل وسطاء دوليون أن تضع حدا للصراع المستمر منذ 3 أسابيع، وتسبب في مقتل المئات وموجات فرار جماعي.
وأكد طرفا النزاع مشاركتهما في محادثات تعقد في جدة بالسعودية هي الأولى منذ اندلاع الأزمة.
وبينما يسعى الوسطاء إلى إيجاد مسار يفضي للسلام، أوضح الجانبان أنهما سيناقشان فقط هدنة إنسانية ولن يتفاوضا على إنهاء المواجهات.
فقد قال المتحدث باسم الجيش السوداني للجزيرة إن الاجتماع سيناقش تمديد الهدنة، ولن يبحث أي اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار.
بدوره، أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) مشاركة جماعته في المحادثات، قائلا إنه يأمل أن تحقق الهدف المرجو منها، وهو فتح ممر آمن للمدنيين.
وكان حميدتي تعهد إما بالقبض على قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أو قتله. وثمة أدلة على الأرض تشير إلى أن الجانبين ما زالا عازفين عن التوصل لحل وسط يوقف إراقة الدماء.
وتأتي محادثات جدة في إطار مبادرة أميركية سعودية، كأول محاولة جادة لإنهاء المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع التي حولت أجزاء من العاصمة الخرطوم إلى مناطق اشتباكات، وقوض خطة مدعومة دوليا تهدف إلى الانتقال للحكم المدني بعد اضطرابات وانتفاضات استمرت سنوات.
وتسببت المواجهات منذ اندلاعها منتصف أبريل/نيسان الماضي في مقتل 700 شخص، وإصابة الآلاف وعرقلة إمدادات المساعدات وفرار 100 ألف لاجئ إلى خارج البلاد، وفق إحصاءات غير رسمية.
تحرك أممي
وفي هذه الأثناء، بحث الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في أديس أبابا تطورات الأزمة في السودان، وأعرب عن قلقه إزاء تداعيات الأزمة على دول الجوار.
كما وصل مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث اليوم الأحد إلى مدينة جدة السعودية لإجراء محادثات حول السودان.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة إري كانيكو إن غريفيث “في جدة حاليا وهدف زيارته هو بحث القضايا الإنسانية المتعلقة بالسودان”.
وأكد مسؤول أممي أن غريفيث سيلتقي في جدة ممثلين عن الجانبين، ولكن ليس هناك أي مؤشر على إمكان مشاركته في المحادثات حول التوصل إلى هدنة جديدة.
وكانت الولايات المتحدة والسعودية أعلنتا -في بيان مشترك مساء الجمعة الماضي- “بدء محادثات أولية” في جدة بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وحث البلدان طرفي النزاع في السودان على “الانخراط الجاد” في هذه المحادثات حتى التوصل إلى “وقف لإطلاق النار وإنهاء النزاع”.
وفي السياق ذاته، دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري طرفي الأزمة في السوداني إلى العودة للحوار السياسي.
وقال -في اجتماع طارئ اليوم الأحد لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة العربية في القاهرة تطرق إلى تطورات الملف السوداني- إنه يتعين وقف إطلاق النار في السودان وضمان الالتزام به.
بدوره، قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط -خلال الاجتماع نفسه- إن المفاوضات بين طرفي النزاع “تستحق الدعم، وأكرر مناشدتي بالتمسك بهذه الفرصة”. وحذّر من أن يتحول الصراع الحالي إلى “جولة أولى في حرب تقسم السودان إلى أقاليم متناحرة، وتجعل منه ساحة لمعارك تهدد وجوده”.
من جانبه، أكد الاتحاد الأفريقي أنه يتابع عن كثب المحادثات التي بدأت في جدة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وحث الاتحاد الأطراف كلها -في بيان له- على الاتفاق بشأن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية على وجه السرعة، كخطوة أولى للسماح بالإمداد الفوري بمواد الإغاثة، لتخفيف معاناة المدنيين السودانيين.
ودعا الاتحاد إلى الموافقة فورا على فتح ممرات إنسانية لتسهيل توزيع الإمدادات الأساسية واستعادة الخدمات.