كشفت هيئة البث العبرية، مساء الأربعاء، عن إفادات للجيش الإسرائيلي تؤكد أنه لن يكمل انسحابه من جنوب لبنان خلال المهلة المحددة باتفاق وقف إطلاق النار والتي تنتهي بعد 72 ساعة.
وذكرت الهيئة الرسمية أن ممثلين عن الجيش عقدوًا أخيرًا اجتماعًا مغلقًا مع أعضاء لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست، أكدوا خلاله أن الجيش “لن يتمكن من الانسحاب من كامل جنوب لبنان” خلال المهلة المحددة بالاتفاق.
وأضافت الهيئة أن قائد المنطقة الشمالية في الجيش اللواء أوري غوردين، عرض خلال الاجتماع الذي لم تذكر تاريخه “صورة قاتمة للغاية” للوضع على الحدود مع لبنان.
ورغم مئات الخروقات للاتفاق من قبل الجيش الإسرائيلي، زعم قائد المنطقة الشمالية أن “حزب الله، يخرق وقف إطلاق النار، والجيش اللبناني يساعده”، وفق الهيئة.
من جهتها، أشارت القناة 13 الإسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من إدارة دونالد ترمب الموافقة على إبقاء خمسة مواقع عسكرية إسرائيلية في جنوب لبنان.
وبحسب القناة “تم تقديم الطلب خلال الساعات الـ24 الماضية عن طريق وزير الشؤون الإستراتيجية المقرب لنتنياهو رون دريمر”.
الكابينت يبحث إبقاء 5 مواقع في جنوب لبنان
ومن المقرر أن يجتمع المجلس الوزاري السياسي الأمني المصغر (الكابينت) الخميس لمناقشة هذه القضية.
في السياق ذاته، زعم وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر، خلال لقاء عقده الأربعاء، مع منسقة الأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت، التي تزور إسرائيل حاليًا، أن تل أبيب “ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وهي عازمة على مواصلة هذه العملية”، وفق هيئة البث.
ومع اقتراب انتهاء مهلة الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان وفق الاتفاق، قال ساعر، إن الانسحاب “يجب أن يتم وفقًا لاحتياجات إسرائيل الأمنية وبشكل تدريجي”، دون أن يوضح ما إذا كان يعني الإخلال بالمهلة المحددة لإتمام الخطوة من عدمه.
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفًا متبادلًا بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
وبدعوى التصدي لـ”تهديدات من حزب الله” ارتكبت إسرائيل مئات الخروقات للاتفاق، ما خلّف 38 شهيدًا و45 جريحًا.
تنديد لبناني
وبحسب الاتفاق، تنسحب إسرائيل تدريجيًا خلال مهلة مدتها 60 يومًا من المناطق التي احتلتها في لبنان أثناء تلك الحرب، على أن تنتشر قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون، طالب السبت الماضي، إسرائيل بالانسحاب من جنوب لبنان بحلول 26 من الشهر الجاري.
وقال عون خلال استقباله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “لبنان متمسك بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من أراضيه المحتلة في الجنوب ضمن المهلة التي حددها الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني الماضي”، وفق بيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
كما ندّد عون في الوقت نفسه بـ”استمرار الخروقات الإسرائيلية البرية والجوية ولاسيما لجهة أن تفجير المنازل وتدمير القرى الحدودية يناقض كليا ما ورد في اتفاق وقف إطلاق النار”.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان عن 4 آلاف و69 شهيدًا و16 ألفًا و670 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص، وتم تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد تصعيد العدوان في 23 سبتمبر/ أيلول الماضي.