أعلن مختبر الأبحاث التابع لمجموعة “ميتا” التي تضم “فيسبوك”، الجمعة في باريس عن تطورات جديدة تتيح فك رموز تشكيل الجمل عبر الإشارات العصبية، بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي.
وباستخدام أجهزة مراقبة الدماغ “غير الجراحية”، كجهاز تخطيط الدماغ المغناطيسي (MEG) الذي لا يتطلب إجراء عملية جراحية، تمكن مختبر الأبحاث “فير” من إعادة بناء الحروف والجمل المطبوعة من إشارات عصبية بسيطة لدى عيّنة من 35 شخصًا.
وقال عضو الفريق البحثي جان ريمي كينغ لوسائل إعلامية: “لقد طلبنا من المشاركين كتابة جمل ببساطة على لوحة المفاتيح، وباستخدام جهاز تخطيط الدماغ المغناطيسي، يمكننا قياس كل جزء من الألف من الثانية (ملّي ثانية) من نشاط الدماغ”.
فك رموز الجمل عبر الإشارات العصبية من الدماغ
وأوضح فريق “فير” الذي أجرى الدراسة بالشراكة مع المركز الباسكي للإدراك والدماغ واللغة أن النتائج “نجحت في فك رموز إنتاج الجملة من تسجيلات غير جراحية للدماغ غير الجراحية، من خلال فك تشفير ما يصل إلى 80% من الأحرف بدقة، وإعادة بناء جمل كاملة في كثير من الأحيان”.
وشرح “فير” أن “هذا البحث قد يفتح طريقًا جديدًا لواجهات الدماغ والحاسوب غير الجراحية للمساعدة في تمكين أولئك الذين فقدوا القدرة على الكلام من التواصل مجددًا”، مشيرًا إلى أن ثمة “تحديات كبيرة” قبل التمكّن من تطبيق هذا التطوّر سريريًا.
من جهته، أقرّ جان ريمي كينغ بأن من غير الممكن بعد تحويل هذه التقنية “إلى منتج أو حتى إلى تطبيق سريري”، مشيرًا إلى أن معدل الدقة لا يزال منخفضًا جدًا.
وسبق لمختبرات أخرى أن أجرت أبحاثًا مماثلة في شأن تحويل اللغة من الدماغ إلى نصوص مكتوبة.
وتوصل باحث من جامعة “يو سي ديفيس” عام 2024 إلى نتيجة بدقة 97,5% في اكتشاف الكلمات، بعد أشهر من التدريب. لكن تجربته تطلبت إجراء عملية جراحية.
كذلك يعمل فريق “فير” الذي عرض لوسائل الإعلام الجمعة التقدم المحقق، على التفاعلات بين الروبوتات والبشر عبر الذكاء الاصطناعي.
وأشار إلى “تقدم في ما يتعلق بالنماذج القادرة على التعاون مع البشر في مواقف محاكاة وفي بيئات حقيقية”.
وأضاف “فير” أن أحد النماذج المدربة بات قادرًا على “تفسير تعليمات طويلة الأمد، وتقسيم المهام المعقدة إلى خطوات قابلة للتنفيذ، وتقديم مساعدة مفيدة للمستخدمين من البشر”.