أعلنت إدارة الأمن العام في مدينة طرطوس الساحلية غرب سوريا، الخميس، فرض حظر تجوال عام حتى صباح غد الجمعة، مرجعة ذلك إلى “التوجيهات الأمنية والاحتياطات اللازمة لسلامة المواطنين”.
يأتي ذلك في وقت تشهد منطقة الساحل توترًا أمنيًا، على خلفية استهداف مجموعات تابعة للنظام السابق عناصر وآليات لوزارة الدفاع قرب بلدة بيت عانا بريف اللاذقية، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
ووفق وكالة الأنباء السورية “سانا”، قالت إدارة الأمن العام في مدينة طرطوس، إنها “تعلن فرض حظر تجوال عام، وذلك اعتبارًا من الساعة 10:00 مساء اليوم وحتى الساعة 10:00 صباحًا من يوم غد الجمعة الموافق 7 آذار 2025”.
هجوم خلايا نظام الأسد
وأوضحت أن القرار يأتي “بناءً على التوجيهات الأمنية والاحتياطات اللازمة لضمان سلامة المواطنين”، داعية جميع المواطنين إلى “الالتزام التام بهذا القرار، واتخاذ جميع الإجراءات الوقائية لضمان سلامتهم وسلامة أسرهم”.
ونقلت وكالة سانا عن مصدر أمني قوله: “إن قواتنا أفشلت هجومًا لخلايا النظام السابق على فرع الأمن الجنائي في اللاذقية”.
وأوضح موفد التلفزيون العربي في دمشق زاهر عمرين، أن هذه الإجراءات تأتي على خلفية التصريحات التي أدلى بها مدير إدارة الأمن العام في اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي، الذي وصف ما جرى بأنه “هجوم مدروس ومعد مسبقًا تعرضت له دوريات في جبلة وريفها”. ولفت كنيفاتي إلى التعزيزات التي قدمت لقوات الأمن.
وأشار مراسل التلفزيون العربي إلى استمرار الاشتباكات بين قوات الأمن العام وعناصر تابعة لنظام الأسد في محيط مدينة جبلة.
كما يشهد حي الزراعة باللاذقية اشتباكات بين قوات الأمن وعناصر النظام السابق، بحسب مراسلنا.
ولاحقًا، أشارت محافظة اللاذقية إلى أن إدارة الأمن العام أعلنت فرض حظر التجوال حتى الساعة 10 صباحًا.
وقالت مصادر للتلفزيون العربي، أن آلاف المقاتلين يتوجهون من محافظتَي إدلب وحلب لدعم قوات الأمن العام في مناطق الساحل.
ولفت مراسلنا إلى أن قوات الأمن تعزز انتشارها في دمشق ومدن أخرى خشية حوادث أمنية.
إلى ذلك، تشهد محافظات سورية مظاهرات مؤيدة لقوات الأمن السورية، بحسب موفد التلفزيون العربي إلى دمشق زاهر عمرين.
وقد أُصيب شخص برصاص عناصر تابعة للنظام السابق خلال مظاهرة داعمة لقوات الأمن العام في حمص.
توقيف إبراهيم حويجة
إلى ذلك، وفي إطار الحملة الأمنية التي تشنّها في محافظة اللاذقية، أوقفت قوات الأمن السورية الخميس إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية في عهد حافظ الأسد.
ونقلت وكالة “سانا” عن مصدر في إدارة الأمن العام قوله: “بعد الرصد الدقيق والتحري، تمكنت قواتنا في مدينة جبلة من اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة رئيس المخابرات الجوية السابق في سوريا”.
وحويجة الذي تولّى رئاسة المخابرات الجوية بين عامَي 1987 و2002 متّهم وفق المصدر نفسه بـ”مئات الاغتيالات” في عهد حافظ الأسد، بينها “الإشراف على اغتيال” الزعيم اللبناني كمال جنبلاط في 16 مارس/ آذار 1977.
وحويجة نادر الظهور في العلن ولا تتوفر عنه معلومات كثيرة. وعلى منصة إكس، أعاد النائب السابق وليد جنبلاط الذي ورث الزعامة عن والده بعد اغتياله، نشر الخبر مرفقًا بتعليق “الله أكبر”.
ولطالما اتهم جنبلاط النظام السوري باغتيال والده الذي قتل بإطلاق رصاص من مجهولين اعترضوا سيارته في خضمّ التدخّل السوري في الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990).
وكان كمال جنبلاط آنذاك حليفًا لمنظمة التحرير الفلسطينية بزعامة ياسر عرفات ضدّ دمشق.