أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي نتائج تحقيقاته المعلنة الخميس، وأقرّ بوجود إخفاقات جسيمة في توقع هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 والتصدي له، بما شمل نجاح حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في إخضاع “فرقة غزة” التابعة له لعدة ساعات.
ففي 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، نفذّت فصائل فلسطينية عملية “طوفان الأقصى” ضد 11 قاعدة عسكرية و22 مستوطنة بمحاذاة القطاع بغية “إنهاء الحصار الجائر على غزة والمستمر منذ 18 عامًا، وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى المبارك.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن التحقيقات خلصت إلى أن الجيش لم يكن مستعدًا لهذا الهجوم، حيث فوجئ بعدد المقاتلين الفلسطينيين الذين تمكنوا من اختراق المستوطنات والقواعد العسكرية المحاذية لغزة.
سيناريو غير متوقع
كما أظهرت التحقيقات أن الجيش فوجئ بسرعة المقاتلين الفلسطينيين وتخطيطهم الجيد للهجوم، الذي تجاوز توقعاته بالكامل.
وقال دورون قادوش، المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، إن الجيش الإسرائيلي أقر بنتائج تحقيقاته بأنه لم يأخذ في اعتباره سيناريو هجوم مفاجئ واسع النطاق على غرار ما حدث في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأكد قادوش عبر حسابه على إكس، أن احتمالية وقوع مثل هذا الهجوم لم تُؤخذ على محمل الجد، بل لم يتم النظر فيها إطلاقًا، وهو ما جعل الجيش غير مستعد لمواجهته.
وأضاف أن مقاتلي “حماس” نجحوا في السيطرة بالكامل على فرقة غزة التابعة للجيش الإسرائيلي لعدة ساعات، وتحديدًا بين الساعة 6:30 صباحًا و12:30 ظهرًا، وفق نتائج التحقيق.
ولم يكن لدى الجيش الإسرائيلي خلال هذه الفترة أي سيطرة على المنطقة المحاذية لغزة، حيث استغرق الأمر نحو 10 ساعات لاستعادة السيطرة العملياتية على المنطقة، التي فرضت “حماس” سيطرة فعلية عليها.
مفاهيم خاطئة
ووفق إذاعة الجيش الإسرائيلي، كشفت نتائج التحقيق عن اعتماد الجيش على مفاهيم خاطئة انهارت بالكامل، أبرزها أن “غزة تمثل تهديدًا ثانويًا ولا تتطلب اهتمامًا عسكريًا كبيرًا، وأن حماس مردوعة وتسعى للحفاظ على التهدئة والمكاسب المدنية”.
وأضافت الإذاعة أن “الجيش كان يرى إمكانية إدارة الصراع مع حماس، بل والتوصل إلى تسوية معها، وهو ما ثبت فشله خلال الأحداث”.
وخلصت نتائج التحقيقات إلى أن الجيش الإسرائيلي “سمح بوجود تهديد خطير على حدوده معتمدًا بشكل مفرط على الحاجز الدفاعي، بالتوازي مع ضعف شديد في قوات وعناصر الدفاع الحدودي، بما في ذلك نقص أعداد الجنود في المناطق المحاذية لغزة”.
“شعور بالغرور والتفوق الاستخباري”
كذلك أشارت التحقيقات إلى أن الجيش كان يعاني من شعور بالغرور والتفوق الاستخباري، حيث كان هناك اعتقاد مطلق بأنه سيتم تلقي تحذير استخباري مسبق قبل أي هجوم فلسطيني محتمل.
إلا أن غياب هذا الإنذار شكل صدمة كبيرة للقيادة العسكرية، وساهم في حالة الارتباك التي شهدتها الساعات الأولى من الهجوم.
وكان عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين الإسرائيليين قد أقرّوا في أوقات سابقة بتحملهم المسؤولية الشخصية عن الإخفاق في منع هجوم 7 أكتوبر.
وقد قدّم عدد منهم استقالاتهم جراء ذلك، ومن أبرزهم رئيس شعبة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي “أمان” أهارون حاليفا.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين يرفض حتى اليوم تحمّل أي مسؤولية عن الهجوم، أو تشكيل لجنة تحقيق رسمية في أحداثه.