في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار نحو فلسطينيين ادّعى أنهم اقتربوا من المنطقة العازلة مقابل رفح على طول قطاع غزة، حسبما ذكر موقع “واللا” الإسرائيلي اليوم الثلاثاء.
كما أفاد مراسل التلفزيون العربي صباح اليوم، بأن قصفًا مدفعيًا إسرائيليًا طال شمال شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين المقاومة والاحتلال، يتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يومًا، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل استكمال المرحلة الجارية.
غير أن إسرائيل تتنصل من تنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى من الاتفاق، حيث سبق أن قالت حركة حماس إنها أحصت عدة خروق إسرائيلية للاتفاق.
ومن هذه الخروق تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف الفلسطينيين بالقطاع بالقصف وإطلاق النار عليهم، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء، وتأخير دخول احتياجات القطاع الصحي.
“الاحتلال ينوي البقاء في المنطقة العازلة”
وبحسب مراسل التلفزيون العربي أحمد جرادات، جرى الحديث في الإعلام الإسرائيلي خلال الأشهر الماضية عن نية تل أبيب البقاء بشكل دائم في المنطقة العازلة، واقتطاع ما لا يقل عن 16% من مساحة قطاع غزة.
وفيما أشار إلى أن القوات الإسرائيلية تتمركز في المنطقة العازلة، قال إن جيش الاحتلال يستعد لاحتمال عودة الحرب على قطاع غزة من خلال الدفع بمزيد من القوات ومنع الإجازات عن جنوده.
وتابع أن هذه التطورات “تُقرأ ضمن الضغوط على حركة حماس في محاولة لإعادة ترسيم المعادلة في قطاع غزة، والذهاب إلى تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وعدم الذهاب بشكل جدي إلى مناقشات المرحلة الثانية”.
ومساء أمس الإثنين، نفذ الجيش الإسرائيلي قصفًا على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، بزعم أن صاروخًا أطلق منها، وسقط داخل القطاع.
والجمعة، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، بأن إسرائيل قتلت 100 فلسطيني وأصابت 820 آخرين، وأعاقت تنفيذ بنود “البروتوكول الإنساني” المتعلق بوقف إطلاق النار في القطاع، منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ قبل أكثر من شهر.
ما مصير صفقة تبادل الأسرى؟
وبالإضافة إلى الخروق، تماطل إسرائيل في الإفراج عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم السبت، مقابل إفراج حماس عن 6 أسرى إسرائيليين أحياء في اليوم ذاته، و4 جثامين الخميس.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن تل أبيب تبحث مقترحًا بالإفراج عن جثتين من الإسرائيليين دون مراسم من داخل قطاع غزة وتسليمهما إلى مصر، مقابل إفراجها عن 300 من الأسرى العالقين ضمن الدفعة السابعة التي لم تلتزم بالإفراج عنهم.
وأشار مراسلنا إلى أن إسرائيل تشترط عدم وجود مراسم تعتبرها “مهينة” لنقل الجثث من داخل قطاع غزة.
وبشأن المرحلة الثانية، قال مراسل التلفزيون العربي: “يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد الذهاب إلى المرحلة الثانية، لأن هذه المرحلة تجبر تل أبيب على التعهد بوقف الحرب على قطاع غزة”.
ولفت إلى أن نتنياهو معني في هذه الفترة بتمديد المرحلة الأولى، مشيرًا إلى زيارة مرتقبة لستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى المنطقة لنقاش تمديد المرحلة الأولى، ومن ثم الذهاب إلى المرحلة الثانية.
وتابع مراسلنا أن نتنياهو يعتقد في هذه الفترة أن إسرائيل قادرة على التخلي عن الاتفاق الذي وقع في نهاية ولاية الرئيس الأميركي جو بايدن، وقبيل تنصيب ترمب.