رغم سريان اتفاق الهدنة، الذي أُعلن عنه بين إسرائيل ولبنان، أمس الأربعاء، إلا أن مخاوف سكان مستوطنة “كريات شمونة” شمال إسرائيل، من العودة إليها ما زالت قائمًا، تحسبًا لعودة القتال، مما يعيدها تحت نيران صواريخ حزب الله مرة أخرى.
وقد أعلن بعض المستوطنين عن استيائهم من هذا الاتفاق كونها ليست دائمة، واعتبرها البعض بمثابة “استسلام” لحزب الله وخسارة للحرب.
وفجر الأربعاء، بدأ سريان وقف إطلاق النار ما أنهى قصفًا متبادلًا بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحوّل إلى حرب واسعة على لبنان في الشهرين الأخيرين.
كيف يبدو المشهد في كريات شمونة؟
وأظهرت كاميرا التلفزيون العربي اليوم الخميس، آثار الدمار في مستوطنة “كريات شمونة” نتيجة صواريخ حزب الله خلال المعارك، إذ أحدثت دمارًا في المباني والشوارع.
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل التلفزيون العربي عبد القادر عبد الحليم، بأن كريات شمونة هي أكثر المستوطنات التي دوّت فيها صفارات الإنذار، مشيرًا إلى أن معظم سكانها، الذين يقارب عددهم نحو 30 ألفًا، قد نزحوا عنها خلال الحرب.
وتحدث مراسلنا عن دمار يتراوح بين المتوسط والكبير حل بثمانين منزلًا داخل المستوطنة، مشيرًا إلى أن المحال التجارية مغلقة بصورة شبه كاملة.
وأوضح أن الدمار الذي حل بكريات شمونة يمنع عودة المستوطنين إليها، إضافة إلى التخوف من أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يلبي شروطهم التي وضعوها أمام الحكومة الإسرائيلية للعودة، ومنها إقامة منطقة أمنية عازلة.
وأشار إلى أن مستوطنة “دفنا” هي الأخرى مغلقة بالصخور، كما أُغلق عدد آخر من المستوطنات بالسواتر، مما يمنع الدخول إليها.
ولفت عبد الحليم إلى أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية تحدثت اليوم عن صعوبة الدخول إلى البلدات الحدودية بعد وقف إطلاق النار.
خروق الجيش الإسرائيلي
وأفاد مراسل التلفزيون العربي بأن الخروق التي يقوم بها جيش الاحتلال في جنوب لبنان تأتي بعد موجة غاضبة من الإسرائيليين من المقاطع المنتشرة، والتي تظهر نازحين لبنانيين بدأوا العودة حتى إلى قرى الخط الحدودي الأول.
ومن هذه القرى، بحسب مراسلنا، كفركلا المقابلة للمطلة، بالإضافة إلى مزيد من المواقع المتاخمة للشريط الحدودي.
وقال مراسل التلفزيون العربي إن جيش الاحتلال، وبعد البيانات الغاضبة المتتالية من جانب رؤساء البلديات، صعّد من استهدافاته في محاولة لمنع وصول أي من النازحين اللبنانيين إلى مناطق قريبة من الحدود.