يجتمع سكان بلدة تاجوراء شرق العاصمة الليبية طرابلس خلال شهر رمضان من كل عام، لتحضير “البازين” وتوزيعه، حيث يعد أحد أطباقهم المفضلة.
البازين من المخبوزات الليبية المصنوعة من الشعير يُقدّم مع الحساء. وإعداده في رمضان بصورة جماعية يأتي كجزء من حملة تجمع بين التعاضد الاجتماعي وإحياء تقاليد طهو هذه الوجبة التقليدية، وتوزيع وجبات مجانية على الصائمين خلال الشهر الفضيل.
ويُشكل البازين رمزًا للمشاركة لدى الليبيين، وعادة ما يتم تناوله باليد من طبق مشترك يجلس حوله الضيوف على الأرض.
طبق البازين الليبي
ويُعتبر البازين من الأكلات الشعبية والطبق الأساس على وجبة الإفطار، ويُصنع من دقيق الشعير غير المخمر، ويُقدم مع يخنة غنية بالخضراوات.
وإذا لم تكن الخضراوات متوفرة، فإن صلصة الطماطم البسيطة ستفي بالغرض.
وفي كل عام، يقوم أهالي بلدة تاجوراء بتحضير وجبات البازين لتوزيعها على الفقراء خلال شهر رمضان.
متطوعون يحضرون طبق البازين التقليدي في تاجوراء – أسوشيتد برس
وعادةً ما يتطوع رجال تاجوراء لصنع الخبز في مطبخ جماعي مؤقت، مستخدمين أعوادًا خشبية طويلة لتحريك دقيق الشعير والماء في أوانٍ كبيرة لصنع العجين.
ويدور رجال في مجموعات ثلاثية حول قدر كبير، وفي أيديهم عصي طويلة يخلطون فيها دقيق الشعير في الماء المغلي المملّح.
وبعد طهيها لمدة ساعة على الأقل، تُعجن العجينة الساخنة وتُقسّم إلى قطع صغيرة، تُحوّل بدورها إلى أشكال مخروطية شبيهة بالقبب، ثم توضع في وعاء مع اليخنة.
يُشكل البازين رمزًا للمشاركة لدى الليبيين – أسوشيتد برس
العام الماضي، غابت اللحوم، التي كانت عنصرًا ضروريًا في هذه الوصفة، عن هذا الصنف الغذائي بسبب ارتفاع أسعارها. لكن المتطوعين تكيفوا مع الوضع، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وبعد أن تنضج، يوزّع متطوعون البازين على المصطفين في الخارج، الذين ينتظرون بفارغ الصبر لأخذه إلى منازلهم وتناول وجبة الإفطار.
متطوعون ليبيون يوزعون البازين مجانًا للصائمين في تاجوراء – أسوشيتد برس
ويشبه البازين العصيدة من دقيق الذرة (polenta) الإيطالية أو وجبة فوفو (fufu) المشهورة في غرب إفريقيا، وهو طبق أمازيغي في الأصل يُعتبر وجبة عائلية كلاسيكية من إقليم طرابلس (تريبوليتانيا)، المنطقة الشمالية الغربية التاريخية من ليبيا.
وفي العاصمة طرابلس، يحتل نوع آخر من المعجنات المقلية حيزًا واسعًا على المائدة الرمضانية: السفنز، وهو أشبه بكعكة “دونات” مقلية طرية مصنوعة من العجين المخمر، عادة ما تكون محشوة بالبيض أو مغمّسة في العسل.
ويتمتّع المطبخ الليبي بخصوصية شديدة، فبقدر ما يحتوي على الطعم الحلو، إلا أنّه شغوف أكثر بالطعام الحار، الذي يُضاف إليه الكثير من صلصة الهريسة الحارة.
وتتميّز هذه الأطباق باستخدام التوابل الحارة مثل الفلفل الأحمر الحار والبهارات المتنوّعة، التي تُعزز من نكهة المكونات الأساسية.
وتُعتبر شوربة الهريسة باللحم من الأطباق الرئيسية التقليدية على المائدة الرمضانية في ليبيا.