أنذر الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس، سكان 5 مناطق في شمال قطاع غزة بالإخلاء قبيل مهاجمتها، محددًا أنها “منطقة قتال خطيرة”.
وفي 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياحًا بريًا في شمال القطاع؛ بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”.
ومنذ ذلك الحين، يصعد الجيش الإسرائيلي هجماته على المنطقة لإجبار السكان على النزوح، وفق مصادر محلية ومؤسسات حقوقية فلسطينية ودولية.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، عبر منصة إكس: إن “الجيش يوجه إنذاره إلى كل السكان المتواجدين في قطاع غزة وتحديدًا في أحياء شمال الشاطئ، النصر، عبد الرحمن، مدينة العودة والكرامة”.
وزعم أدرعي أن فلسطينيين يطلقون قذائف صاروخية من غزة على إسرائيل.
وفي وقت سابق الخميس، قال الجيش الإسرائيلي إنه اعترض صاروخًا أُطلق من غزة على مستوطنة محاذية للقطاع، فيما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن أصوات انفجار نجمت عن الاعتراض.
وأضاف أدرعي: “نخبركم أن المنطقة المحددة تعتبر منطقة قتال خطيرة فمن أجل أمنكم، انتقلوا فورًا جنوبًا”.
أكثر من 70 شهيدًا الخميس
وفي الأسابيع الأخيرة، صعد الجيش الإسرائيلي حملة التهجير القسري للسكان في شمال قطاع غزة بمبررات مختلفة.
ويقول فلسطينيون ومؤسسات حقوقية محلية ودولية وإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي ينفذ ما تسمى خطة الجنرالات في شمال قطاع غزة.
وتقضي الخطة بإخلاء شمال قطاع غزة من السكان وإجلائهم إلى الجنوب وحصار شمال القطاع ومنع دخول المساعدات الإنسانية إليه.
واليوم، أكد مراسل التلفزيون العربي أن أكثر من 70 فلسطينيًا استشهدوا في استهداف الاحتلال الخميس لمدينة غزة ومحافظة الشمال.
محاولة إسرائيلية لإخلاء شمال قطاع غزة بالكامل
وفي هذا الإطار، أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، بأن 80 ألف شخص محاصرون في شمال القطاع يعانون من انعدام تام للغذاء والدواء.
وفي حديث للتلفزيون العربي من غزة، قال بصل: إن “الاحتلال يمارس حتى اللحظة سياسة القصف والقتل واستهداف المنازل المأهولة بالسكان في كل مناطق قطاع غزة، لكن هناك تركيزًا واضحًا على شمال القطاع، الذي يتعرض منذ قرابة شهر إلى عمليات قصف وعملية برية إسرائيلية من أجل إفراغه من المواطنين بالكامل”.
ولفت إلى أن ما يحدث على أرض الواقع هو تنفيذ لخطة إخلاء المواطنين من مناطق الشمال بشكل ونهائي.
وأكد بصل أن الأعمال الميدانية التي يقوم بها الاحتلال تثبت أنه يريد أن يخلي شمال قطاع غزة بشكل كامل، من خلال إنذار المواطنين بإخلاء مراكز الايواء، والمنازل وحتى من خلال الدخول لبعض المنازل وتهديد ساكنيها بالخروج إلى منطقة شارع صلاح الدين ومن ثم إلى مدينة غزة.
وتابع أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب المجازر من أجل أن إرباك المواطنين وإخلاءهم من مناطق شمال قطاع غزة.
جثامين عشرات الشهداء ملقاة في الشوارع
ونوه بصل إلى أن الاحتلال حينما يفرغ منطقة معينة لا يفرغها عبر إرسال المناشير فقط أو يدعو المواطنين بالخروج بشكل سلمي، بل هو يقوم بإطلاق القذائف بشكل كبير جدًا على هذه المنطقة ويقتل أعدادًا كبيرة من المواطنين وبعد ذلك يطلب منهم الخروج.
وأشار إلى أن طواقم الدفاع المدني لا تعمل في شمال القطاع منذ 16 يومًا بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل.
من جهته، أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش أن الاحتلال يهدف بمجازره لتنفيذ تهجير قسري وجماعي من شمال القطاع.
وأشار في حديث إلى التلفزيون العربي إلى أن جثامين عشرات الشهداء ملقاة في شوارع مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا.
واليوم الخميس، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين إلى 43 ألفًا و469 شهيدًا و102 ألف و561 إصابة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023″.
وأوضحت الوزارة في بيان أن “الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 6 مجازر ضد عائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 78 شهيدًا و214 إصابة خلال الـ48 ساعة الماضية”.
وذكرت أن “عددًا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.