اشتدت حدة المعارك في جبهات القتال الجنوبية والشرقية بين الجيشين الروسي والأوكراني، لا سيما في جبهة باخموت، حيث قال مؤسس مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين إنه يسعى لاستبدال قواته بوحدات عسكرية شيشانية، في ظل استمرار تفجر الخلاف بينه وبين وزارة الدفاع الروسية بسبب عدم توفير الذخيرة.
يأتي ذلك فيما أصدر مسؤولون أوكرانيون مساء اليوم السبت إنذارات من غارات جوية لمناطق تغطي ما يقرب من ثلثي البلاد، وتمتد الإنذارات من العاصمة كييف ومناطق إلى الغرب منها مرورا بجميع المناطق في الشرق وكذلك جنوبا إلى منطقة خيرسون وشبه جزيرة القرم.
وقال بريغوجين -في رسالة موجهة إلى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو- “أطلب منكم إصدار أمر قتالي قبل منتصف ليل العاشر من مايو/أيار (الجاري) لنقل مواقع مجموعة فاغنر إلى وحدات كتيبة أخمات (الشيشانية) في باخموت ومحيطها”.
وكشف أن معدات وآليات وأسلحة ومسيرات غربية بدأت تصل بشكل متزايد إلى جبهة باخموت، مشيرا -في تسجيل مصور من داخل المدينة- إلى أن ما تبقى تحت سيطرة الأوكرانيين في المدينة “لا يتجاوز 2.5 كيلومترين مربعين”.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه روسيا إسقاط صاروخ باليستي أوكراني فوق شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في مارس/آذار 2014، في ظل أنباء عن قرب شن هجوم أوكراني مضاد.
وكتب رئيس القرم الذي عينته موسكو سيرغي أكسيونوف -على تليغرام- أن “الدفاعات الجوية أسقطت فوق جمهورية القرم صاروخا باليستيا أطلق من منظومة غروم-2 أوكرانية. لا أضرار ولا ضحايا”.
ووفي وقت سابق قال الجيش الأوكراني اليوم السبت، إنه أسقط لأول مرة منذ بدء الحرب صاروخ باليستيا روسيا فرط صوتي من طراز “كينجال” فوق سماء كييف.
تبادل أسرى
على صعيد آخر، أعلن الطرفان الأوكراني والروسي اليوم السبت إتمام عملية تبادل أسرى تم بموجبها إطلاق سراح 45 جنديا أوكرانيا و3 روس.
وقالت وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة مؤقتًا الأوكرانية -في بيان لها- “اليوم أجريت عملية تبادل أسرى أخرى، وأطلق سراح 45 جنديا كانوا أسرى لدى روسيا، بينهم 3 نساء”.
وأشارت أن عملية تبادل الأسرى جرت بجهود مشتركة لمكتب الرئاسة والمديرية العامة للاستخبارات في وزارة الدفاع وجهاز الأمن ووزارة الداخلية ومؤسسات أخرى.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية -بدورها- إطلاق سراح 3 جنود كانوا أسرى لدى أوكرانيا، وأكدت توفير الدعم الطبي والنفسي المطلوب لهم.
تعزيز التحصينات
وفي باقي التطورات الميدانية، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية عززت تحصيناتها العسكرية خلال ساعات الليل على طول جبهات القتال.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا من مسيّرات تابعة لها قالت إنها تراقب وترصد التعزيزات الأوكرانية؛ وأظهرت توجيه ضربات روسية لمواقع القوات الأوكرانية.
من جهتها، أفادت حسابات عسكرية روسية على تليغرام باشتداد القصف على مواقع القوات الأوكرانية في محور أوغليدار بمقاطعة دونيتسك.
وفي تطور بارز في الجبهة الجنوبية، أفاد مسؤولون أوكرانيون باستمرار إخلاء القوات الروسية والموالين لها بلدات ومناطق في مقاطعتي خيرسون وزاباروجيا.
ودعا عمدة ميليتوبول الأوكراني في زاباروجيا سكان ما وصفها بالمناطق المحتلة مؤقتا للابتعاد عن تجمعات وآليات الروس.
كما أفاد المدير العام لوكالة الطاقة الذرية رافائيل غروسي ببدء إجلاء سكان مدينة إنيرغودار في زاباروجيا حيث توجد المحطة النووية الأوكرانية.
من جهته، قال رئيس المركز الصحفي لقوات الغرب في الجيش الروسي سيرغي زبينسكي إن القوات الروسية قضت على مجموعات استطلاع أوكرانية في ناحية كوبيانسك، ودمرت آليات عسكرية أوكرانية في مناطق أخرى.
كما قالت سلطات زاباروجيا الأوكرانية إن الروس شنوا أكثر من 100 هجوم خلال الساعات الماضية على نحو 16 منطقة وبلدة واقعة تحت سيطرة الجيش الأوكراني في المقاطعة الجنوبية.
وأضافت أن القصف كان بقذائف مدفعية ومسيّرات وصواريخ غراد، واستهدف مناطق سكنية وشبكات خدمات عامة، وأوقع عددا من الجرحى.
قصف داخل روسيا
في المقابل، أعلن حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف إصابة مدني بجروح في قصف أوكراني استهدف مدينة شيبيكينو بالمقاطعة.
ونفت وزارة الطوارئ الروسية المعلومات بشأن إجلاء سكان المقاطعة.
وذكرت الوزارة -في بيان لها- أن معلومات كاذبة وخاطئة تتناقلها وسائل التواصل الاجتماعي بشأن إجلاء السكان، واصفة إياها بغير الصحيحة، وأن هدفها “بث الذعر” بين السكان.