أبدت الجزائر، السبت، استعدادها لدعم جهود الوساطة الجارية لاستعادة السلم والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي تشهد اشتباكات مسلحة بين جماعة متمردة وقوات الأمن.
وبحسب الأمم المتّحدة، فقد قتل ما لا يقلّ عن 700 شخص وجرح 2800 آخرين في المعارك التي دارت بين الأحد والخميس الماضيين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية للسيطرة على مدينة غوما.
الجزائر تعرض الوساطة
وسيطرت حركة “إم23” المدعومة من رواندا على غوما، كبرى مدن شرق الكونغو الديمقراطية، وهي تتقدّم جنوبًا في حين يحاول الجيش الكونغولي مع متطوّعين شبان صدّها.
وعبّرت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، في بيان عن قلقها العميق لاستئناف النزاع وتصاعد حدته في هذه الدولة الإفريقية.
وقالت الوزارة: إن “الرئيس (عبد المجيد) تبون أسدى تعليمات لوزير الخارجية أحمد عطاف، للاتصال بجميع وزراء خارجية الدول المعنية بهذا النزاع وكذا وزراء خارجية الدول المنخرطة في الوساطة”.
وأوضحت أن الهدف يتمثل في “تأكيد استعداد الجزائر للمساعدة في جهود الوساطة الجارية وبذل كل ما في وسعها للإسهام في إعادة السلم والاستقرار إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية وإلى منطقة البحيرات الكبرى برمتها”.
جمع أطراف النزاع
وأعربت الجزائر عن “تشجيعها ودعمها لرئيس جمهورية أنغولا جواو لورينسو، ورئيس جمهورية كينيا ويليام روتو، في جهودهما الحثيثة والمتواصلة للوساطة بين جميع أطراف النزاع” رغم صعوبة المهمة.
ودعت أطراف النزاع إلى ضبط النفس وخفض التصعيد بهدف تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف الحوار والتفاوض بشكل مسؤول من أجل استعادة السلام في المنطقة.
وحركة “إم 23” جماعة مسلحة متمردة تنشط في المناطق الشرقية من الكونغو الديمقراطية وبالأخص في مقاطعة كيفو الشمالية التي تحد كلًا من أوغندا ورواندا.
وكان زعيم الحركة كورنيي نانغا قال في مؤتمر صحفي أمس الجمعة، إنهم سيطروا بشكل كامل على مدينة غوما، ويريدون الوصول إلى العاصمة كينشاسا والاستيلاء على السلطة وإدارة البلاد.
وأكد نانغا أنهم منفتحون على الحوار مع الحكومة، ويعملون على تقديم مساعدات إنسانية في غوما ويريدون من الناس مواصلة حياتهم اليومية.