رسّخ الهلال نفسه بوصفه أحد أعمدة آسيا الكروية، بعدما أصبح الفريق الوحيد في تاريخ البطولة الذي يحقق الفوز بفارق سبعة أهداف في الأدوار الإقصائية، وذلك في مناسبتين مختلفتين.
ففي نسخة 2023، دوّى الانتصار التاريخي بسباعية نظيفة أمام الدحيل القطري، قبل أن يُعيد النتيجة نفسها في نسخة 2025، وهذه المرة على حساب غوانغجو إف سي الكوري الجنوبي.
وواصل الهلال تقديم عروضه الهجومية القوية في البطولة، محققاً لقب أقوى خط هجوم حتى الآن برصيد 37 هدفاً؛ بفضل الانسجام الكبير بين عناصر الفريق، والتنوع في الحلول الهجومية.
وفي ليلة تألق جماعي، بصم خمسة من نجوم الهلال على أداء هجومي استثنائي، بعدما تمكّن كل من سالم الدوسري وسيرجي سافيتش وماركوس ليوناردو ومالكوم، وألكسندر ميتروفيتش من التسجيل والصناعة، خلال اكتساح غوانغجو.
هذا التنوع في المساهمات التهديفية يعكس الانسجام الكبير داخل الفريق، وتعدد الحلول الهجومية التي يملكها المدرب البرتغالي خورخي جيسوس.
وواصل النجم الدولي سالم الدوسري موسمه الاستثنائي، بعد أن رفع رصيده في دوري أبطال آسيا للنخبة إلى 9 أهداف، وتمريرتين حاسمتين في 11 مباراة، مؤدياً دور البطولة في أغلب انتصارات الفريق.
ويعيش سالم ذروة نضوجه الكروي، وحقق، حتى الآن، 35 مساهمة تهديفية في جميع المسابقات (20 هدفاً و15 تمريرة حاسمة)، وهو أفضل موسم له على الإطلاق من حيث الأرقام الشخصية.
كما تخطّى الصربي سيرغي سافيتش حاجز الـ50 مساهمة تهديفية، بوصوله إلى 51 (27 هدفاً و24 تمريرة حاسمة) بقميص الهلال، بعدما سجل وصنع، الليلة.
ويُعدّ سافيتش سلاحاً فتاكاً في الكرات الهوائية، إذ سجل، منذ انضمامه للهلال، 11 هدفاً من أصل 27 بالرأس، بنسبة 37 في المائة، ما يُبرز قوته في الألعاب الهوائية داخل منطقة الجزاء.
واستفاق الصربي الآخر، ألكسندر ميتروفيتش، في مباراة الجمعة، بعد أداء متذبذب في الفترة الأخيرة، إذ سجل هدفاً، وصنع اثنين أيضاً ليصل عدد مساهماته في 7 مباريات فقط بـ«النخبة»، هذا الموسم، إلى 10 (سجل 6 وصنع 4).
في المقابل، خيّمت أجواء من القلق على جماهير الهلال، بعد إصابة الظهير البرتغالي كانسيلو رغم الانتصار العريض، حيث اضطر الجهاز الفني لاستبداله عقب شكواه من آلام في العضلة الخلفية.
وتُعد الإصابة الأخيرة امتداداً لسلسلة من الغيابات، التي عانى منها كانسيلو، هذا الموسم، إذ غاب عن 9 مباريات، بسبب تمزق في الفخذ، وإصابة في القدم، بواقع 54 يوماً بعيداً عن الملاعب.
وبعيداً عن لغة الأرقام، لم يُفوّت خيسوس الفرصة للثأر من جانج هيو لي، مدرب غوانغجو، عقب صافرة النهاية، حيث وجّه لمسة ساخرة بيده نحو فمه؛ في إشارةٍ إلى أن حديث المدرب الكوري، قبل المباراة كان مجرد «ثرثرة».
وقال لي، في المؤتمر الصحافي قبل المباراة: «قمنا بدراسة الهلال بشكل دقيق، وأيُّ فريق لديه نقاط ضعف، ونحن هنا لتحدِّي أنفسنا، وسنقاتل من أجل الفوز، ولا شيء غيره».