بعد أكثر من عام على بدء العدوان الإسرائيلي، أعلن أخيرًا عن اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان. لكن كلفة الحرب كانت باهظة على هذا الأخير، وتجاوزت بكثير تلك التي كانت في حرب تموز (يوليو) 2006.
فعلى صعيد الخسائر البشرية، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن أكثر من 3823 شخصًا استشهدوا، وأُصيب نحو 15895 شخصًا منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وإنسانيًا، خلّف العدوان الإسرائيلي موجات نزوح واسعة. وفي هذا الصدد تقول المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن أكثر من 886 ألف شخص نزحوا داخل لبنان حتى 18 من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
يُضاف إلى هؤلاء أكثر من 540 ألف شخص فرّوا من لبنان إلى سوريا منذ بدء الحرب، وفق بيانات المفوضية.
وعلى مستوى البنى التحتية، خلّفت الغارات الإسرائيلية على لبنان خسائر تقدر بنحو 2.8 مليار دولار جرّاء تدمير أكثر من 100 ألف وحدة سكنية جزئيًا أو كليًا.
خسائر اقتصادية
وفي هذا الصدد، قال مختبر المدن بيروت التابع للجامعة الأميركية: إن الضربات الجوية الإسرائيلية على الضاحية التي تضم أربع بلديات دمّرت 325 مبنى على الأقل.
وتحتل بلدية حارة حريك المركز الأول مع تدمير 118 مبنى فيها، تليها الحدث بـ 62 مبنى، والمريجة بـ 54 مبنى.
اقتصاديًا، كشف البنك الدولي في تقرير صدر في 14 نوفمبر، أن الخسائر الاقتصادية وتكلفة الأضرار المادية في لبنان بلغت 8 مليارات و500 مليون دولار.
الخسائر شملت أساسًا القطاع الزراعي، الذي تكبّد خسائر تقدر بأكثر من 1.2 مليار دولار خلال الأشهر الـ12 الأخيرة، بسبب تدمير المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية ونزوح المزارعين.
أما قطاعَا السياحة والضيافة، المساهمان الرئيسيان في الاقتصاد اللبناني، فكانت خسائرهما بقيمة 1.1 مليار دولار.
ومن المتوقع أن ينكمش الناتج المحلي للبنان بنحو 6.6 نقطة مئوية عام 2024، مقارنة بتقديرات النمو قبل بداية الحرب البالغة 0.9 نقطة مئوية.